محمد عبد المنعم يكتب | أكتوبر.. كرامة الأبطال وعزة الأجيال

0

في السادس من أكتوبر من كل عام، نقف أمام ذكرى خالدة، لا تغيب عن قلوبنا ووجداننا، ذكرى تُذكرنا بمعاني الوطن، والتضحية، والحياة التي تُبنى بدماء أبطالها. ندرك تمامًا أن هذا الوطن، لم يكن هديةً أو ميراثًا سهلا، بل كان ثمرةً لدماء الشهداء، الذين واجهوا الموت بشجاعة، وحفروا بأرواحهم طريق العزة والكرامة.
في هذا اليوم، الذي يُعتبر يوم الكرامة والعزة، نتأمل في أن هذه الأرض الطيبة، لم تُعطَ لنا إلا بعد أن روتها دماء طاهرة، لأبطال قدموا كل ما لديهم، مجردين من أي مطلب لهم، سوى أن تعيش مصر حرة أبية. لم يفرق الموت بينهم، ولم يعرف من بينهم مسلمٌ أو مسيحي، ولا قائد ولا جندي. كانوا كالبنيان المرصوص، يقفون سويًا كجسد واحد، متحدين بقلب ينبض بالعزيمة والإصرار.
لم تكن تلك المعركة مجرد مواجهة عسكرية عادية؛ بل كانت ملحمة بطولية، أبهرت العالم. فقد استطاعت قواتنا المسلحة في ست ساعات فقط، أن تكبح غرور العدو، وتفقده توازنه تمامًا، محطمة بذلك أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”. عبر الجنود المصريون قناة السويس، وتجاوزوا خط بارليف، الذي وُصف بأنه “غير قابل للاختراق”. تلك اللحظات تعكس بطولات، سُطرت ليس فقط على أرض المعركة، بل على صفحات التاريخ بحروف من نور.
كل خطوة خطاها جندي على رمال سيناء، كانت محملة بالألم، لكنها كانت أيضاً مليئة بالأمل. أنظر أنا وأقراني إلى سيناء اليوم، فأرى فيها أرواح الأبطال، التي تضيء ليلها، تذكرنا بأن هذه الأرض، قد كتبت تاريخها بدماء طاهرة.
لم نحضر هذا الحدث العظيم، ولكن حُكيت لنا قصص البطولة من آبائنا وأجدادنا، الذين عاشوا هذه الأيام العصيبة، وشاهدوا كيف كان الموت أقرب إليهم من أنفسهم، لكنهم واجهوه بقلوب لا تعرف الخوف،
متمسكين بقول: الله أكبر فوق كيد المعتدي، والله للمظلوم خير مؤيدي، أنا باليقين وبالسلاح سأفتدي، بلدي ونور الحق يسطع في يدي.. قولوا معي، قولوا معي: الله، الله، الله أكبر فوق المعتدي!
إننا اليوم، ونحن نعيش في سلام، لا ينبغي أن ننسى أن هذا السلام، قد بُني على تضحيات لا تُحصى. إن دماء هؤلاء الأبطال، تذكرنا دائمًا بأن الوطن أغلى من كل شيء. فعلينا أن نعيش كأبناء أوفياء، نُقدّر ما قدمه لنا أبطالنا، ونعمل جاهدين للحفاظ على هذا الإرث العظيم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.