محمد عطيه يكتب | دروس مستفادة للكهرباء

0

تواجه العديد من الدول ازمة في ملف الكهرباء، والذي يُترجم في عدد ساعات انقطاع الكهرباء عن المستخدمين، مما يؤدي الى العديد من المشاكل والخسائر في عدة قطاعات مختلفة.
حيث إنه لا شيء يضاهي البقاء ساعات طويلة، دون كهرباء، ودون إمدادات كافية للتبريد، في ظل درجات حرارة شديدة الارتفاع، وهي موجة حرارية لم تحدث منذ سنوات عديدة، مع حقيقة أن هذه الأزمة قد عجّلت كذلك بالحاجة لمواجهة تغيّر المناخ.
يتمثّل الدرس الأول في أن مزيج الطاقة يحتاج إلى إصلاح شامل من أجل الصمود أمام الصدمات التي قد يتسبّب فيها تغيّر المناخ في المستقبل. وهذا الاصلاح بدأ بالفعل وارتفعت نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة والذي يقلل من استهلاك الغاز الطبيعي المستخدم في إنتاج الكهرباء.
لذلك يجب على الدولة استكمال رؤيتها في استبدال الوقود الاحفوري ببديل متجدد مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ومنهما يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر الذي يعتبر هو أمل العالم في إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة.
الدرس الثاني والذي ينادي به جميع خبراء الطاقة، ألا وهو ترشيد استهلاك الطاقة على كافة المستويات وعمل خطط ترشيدية محكمة لا تؤثر على معيشة المواطن ولا تشغيل المصانع وباقي الأنشطة الاقتصادية.
لذلك نوصي بعمل نظام ذكاء اصطناعي يتم ادراج به كافة المعلومات المتاحة عن كل منطقة واستهلاكها على مدار فترة كاملة خلال عام يضمن وضوح نسبة الاستهلاك خلال كافة فصول السنة، ويضم ايضًا نظم عمل المصانع والشركات وقدرة كل شركة ومصنع على استيعاب قطع الكهرباء بمدة محددة، ويمكن لهذا النظام استنتاج المناطق الأقل تأثيرًا في توقيت معين بحيث انه عند قطع الكهرباء في هذه المدة تكون الخسائر او الاضرار اقل ما يمكن.
يمكن لهذا النظام ان يقدم تصور كامل لشبكة الكهرباء بما يمكن ان يتم فعله لترشيد الاستهلاك والاستفادة القصوى من تقليل الأحمال مما يرفع كفاءة شبكة الكهرباء ولا يؤثر على حياة المواطن او المستثمر.
تقليل أحمال الكهرباء المبني على توصيات نظام الذكاء الاصطناعي هو الحل المثالي للانتهاء من عشوائية انقطاع الكهرباء التي نعيشها في الوقت الحالي.
لذلك أدعو وزارة الكهرباء للبدء في تنفيذ هذه الفكرة التي تقضي على التخبط الواضح في ملف تقليل الأحمال وعدم وضوح رؤية وخطة الوزارة لمجابهة الانقطاع المتكرر للكهرباء على مستوى الجمهورية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.