ينتظر الشارع السياسى المصرى الحدث الأهم والابرز وهو الانتخابات البرلمانيه والذى يحظى باهتمام بالغ من مختلف فئات الشعب المصرى وذلك لما له من تأثير مباشر على الحياه التشريعيه فى مصر ورسم ملامح المرحله المقبله فى ظل التحديات الكثيره التى تشهدها البلاد فى ضوء المتغيرات الاقليميه والدوليه لذلك فان الانتخابات البرلمانيه القادمه تعد فرصه حقيقيه لاعطاء دفعه جديده لمسار الاصلاح السياسى والديمقراطى فى مصر .
ولكى تفرز الانتخابات البرلمانيه القادمه برلمانا قادرا على المشاركه بفاعليه فى صنع السياسات العامه للدوله والتعبير عن نبض الشارع المصرى وهمومه لابد أن يكون الناخب مسؤولا ومشاركا ويتمتع بالوعى الكافى الذى يمكنه من أختيار من يمثله وينال ثقته ويكون جديرا بتلك الثقه
ان الغلبه فى الانتخابات البرلمانيه القادمه ستكون للناخب فهو حجر الاساس فى العمليه الانتخابيه والرقم الاصعب فى معادله الانتخابات البرلمانيه لذلك فان صوته الانتخابى لا يعتبر تعبيرا عن رأيه فقط بل هو الاداه الرئيسيه والفعاله فى تغير المشهد السياسى كاملا
وعلى الرغم من أن هناك عدد كبير من الناخبين الذين يبدون حماسا للمشاركه بالادلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانيه القادمه ويدركون جيدا مدى أهميه أصواتهم الانتخابيه ومدى تأثيرها فى المشهد الانتخابى ككل وذلك من وازع الواجب الوطنى وشعورهم بالمسؤليه التى تحتم عليهم القيام بذلك الا انه وعلى الجانب الاخر فهناك مجموعه أخرى من الناخبين يشعرون بالفتور وعدم الثقه فى جدوى العمليه الانتخابيه ولديهم معتقد ان أصواتهم لم تغير ساكنا فى المشهد الانتخابى .
هذا الاختلاف الواضح بين هذين النوعين من الناخبين يعكس مدى الوعى السياسى لدى الناخب واننا بحاجه حقيقيه للعمل على زياده الوعى السياسى لدى الناخب من خلال الاحزاب السياسيه الموجوده بالشارع المصرى والذى أصبح الان يمتلك تعدديه حزبيه كبيره بالمقارنه بالسابق وايضا من خلال منظمات المجتمع المدنى الموجوده فالاحزاب والقوى السياسيه تستطيع تغير الوعى السياسى للناخب من خلال طرح برامج انتخابيه واقعيه ومعبره عن نبض الشارع المصرى وتلبى طموحات المواطنين و الدفع بمرشحيين أقوياء يمتلكون الكفاءه وتمتعون بالمصداقيه لدى الناخب وان يعملوا على ترسيخ فكره أن دور الناخب لا ينتهى بالتصويت فقط بل ان هذا الدور يمتد الى متابعه أداء من انتخبهم و القدره على محاسبتهم .
فالمعادله السياسيه لا تكتمل بدون وعى الناخب فالناخب هو من يقرر ما ان كانت الديمقراطيه أداه للتغير الحقيقى أم مجرد أداه شكليه فقط فبقدر ما يكون الناخب لديه من الوعى السياسى والانتخابى بقدر ما تفرز الانتخابات البرلمانيه عن برلمانا قادرا عن التعبير عن هموم الشارع المصرى وممثلا لجميع أطيافه .
الانتخابات البرلمانيه القادمه ليست مجرد أستحقاق دستورى بل محطه فاصله فى مسيره مصر السياسيه كما أن الشارع المصرى بجميع أطيافه مدعو للمشاركه الفعاله والواعيه فى الانتخابات البرلمانيه القادمه لان البرلمان القوى الذى يطمح اليه الشارع المصرى لم يتواجد من فراغ ولكن من اراده شعبيه حقيقه تعى جيدا أهميه الصوت الانتخابى ومدى تاثيره