محمد فؤاد البري يكتب | الولاية ‌51

0

منذ تأسيس إسرائيل في عام ‌1948‌، تلقت ‌158 مليار دولار من المساعدات العسكرية من‌
الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر متلق في التاريخ.‌
وعقب اندلاع الحرب الفلسطينية الإسرائيلية ‌2023‌، بدأت الولايات المتحدة في إرسال سفن‌
حربية وطائرات عسكرية إلى شرق المتوسط، وتزويد إسرائيل بالذخيرة والمعدات العسكرية.‌
صرحت الولايات المتحدة أن إسرائيل ستحصل على “كل ما تحتاجه”؛ لدعم هجوم مضاد على‌
قطاع غزة؛ الذي تحكمه حماس.
في أيامه الأولى أعلن ترامب التصادم مع الجميع حتي الحلفاء ماعدا إسرائيل دائما تتلقى كل‌
الدعم من الولايات المتحدة الامريكية مهما تغير الرؤساء والحكومات فالبيض الأبيض دائما‌
مفتوح لإسرائيل.. السؤال هنا واللغز والمحير: ماذا تقدم إسرائيل للولايات المتحدة الامريكية‌
حتى تستحق كل هذا الدعم؟؟
ومع ترامب تحديدا تتلقي دعم مباشر وكأن ترامب من بني إسرائيل! دعم إسرائيل في حد ذاته‌
شبهه تلك الدولة سيئة السمعة، قزمية المساحة محدودة الموارد الطبيعية ما علاقتها بدولة عظمى‌
كالولايات المتحدة الامريكية ؟
هل تربطهم مسألة عقائدية؟ لا .. فالغالية الأمريكية تدين المسيحية وامريكا بطبيعتها دولة علمانية‌
لا تهتم بمسالة الدين ولا تحارب باسم الدين ما يربط الأمريكي بوطنه جنسيته فقط ..
هل ساعدوا ترامب في الانتخابات الرئاسية؟ لا ..فغالبية السكان اليهود لا يمثلون سوى ‌2‌% من‌
اجمالي سكان الأمة الأمريكية ومعظمهم ينتمي للحزب الديمقراطي بينما ترامب ينتمي للحزب‌
الجمهوري !
هل لأنها دولة تمتلك موارد طبيعية هائلة في الشرق الأوسط تريد ان تقتسمها الولايات المتحدة ؟‌
لا ..فهي تقع في نطاق جغرافي فقير في الأساس وضيق لا ينمو فيه سوى شجر الزيتون‌
والصبار .
هل لان إسرائيل صاحبة حق وامريكا بدورها دولة مسؤولة عن حماية أمن الشعوب تقف معها‌
وتدعمها بدافع الخير والحق ؟ لا ..فأمريكا ذاتها تعلم جيدا كيف نشأت إسرائيل ومن صاحب‌
الأرض الحقيقي ..

اذن ما السر في هذا الدعم الأمريكي لإسرائيل ؟ وهل سيظل الدعم أبدي ؟‌
‌الحقيقة العلاقة بين أمريكا وإسرائيل ليست علاقة عقائدية انها مصلحة مادية بحته
‌تؤكد بديهيات السياسة ان لا عدوات دائمة ولا صداقات دائمة بل مصالح دائمة، وامريكا
‌وإسرائيل في مصلحة اقتصادية دائمة ، أمريكا تعتمد علي تجارة السلاح في منطقة الشرق
‌الأوسط وتجني منه أرباح عظيمة بفضل إسرائيل ، فوجود الصراع العربي الإسرائيلي يعني
‌المزيد من عقد صفقات التسليح
‌فكلما يظهر سلاح جديد امريكي تمتلكه إسرائيل فتعمل الدول المجاورة على التسابق لضرورة‌
‌امتلاكه من اجل الدفاع او الاستعداد لأية محاولة اعتداء..
‌وهكذا تصبح أمريكا تصدر المزيد من الأسلحة بمختلف أنماطها وأشكالها ..النقطة الثانية العديد
‌من رجال الأعمال اليهود يمتلكون استثمارات وأسهم ضخمة في الولايات المتحدة تؤثر بقوة في
‌الاقتصاد الأمريكي، في حالة حدوث توتر بين إسرائيل وامريكا قد يهتز الاقتصاد الأمريكي ،
‌وقد تتحول استثماراتهم لبنوك أوروبية وهذا لا تريد ان تخسره أمريكا ..

‌وبدورها، توفر إسرائيل موطئ قدم استراتيجياً أميركياً في المنطقة فضلاً عن شراكات
‌استخباراتية وتكنولوجية متقدمة في كل من العالمين المدني والعسكري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.