محمد فؤاد البري يكتب | سوريا بعد بشار (1_2)

0

ورغم الظلم والقمع والإرهاب الذي مارسه نظام الأسد الا اننا لا يمكن ان نسمي ما حدث يوم 8 ديسمبر بأنه “ثورة “بأي شكل من الأشكال. فالثورة السورية فشلت منذ 2011.. نظام الأسد كان آخر الأنظمة العربية الناجية من ثورات الربيع العربي وظل يقاتل بدعم روسي أكثر من أربعة عشر عاما حتى انشغلت روسيا بمسؤولية أكبر على حدودها مع أوكرانيا ونتيجة لذلك استسلم الجيش السوري أمام فصائل إرهابية مسلحة نظرا لخلل رهيب في عقيدته مسئول عنه نظام بشار الأسد، ثم هلل المتفرجين معتبرين ذلك فتحا مبينا ونصرا عظيما! متجاهلين أن سوريا كشفت ظهرها للقريب والبعيد والعدو والصديق..
أين الشعب السوري العظيم والذي يعتبر الأكثر اسهاما في الفنون والثقافة في الوطن العربي بعد مصر ليترك شخصيات كانت مصنفة على قوائم الإرهاب لتتصدر المشهد وتقود مصير البلاد!!

ان كل الحروب والنزاعات القائمة في سوريا لا ابالغ ان قلت انها ترجع نتيجة لضعف الانتماء الوطني في مقابل قوة الانتماء الطائفي ، والسؤال :
متي يصبح الانتماء جريمة؟
عندما يتعارض مع أمن الوطن.
وأخطر أنواع الانتماءات عندما يقوم على أساس ديني او عرقي في بلد تتعدد مذاهبه ، ويكون الوطن في المرتبة الثانية!!
إن وصول جماعة إسلامية للحكم في مجتمع مثل سوريا سيكون نتائجه أخطر من حكم بشار الشمولي.
مهما كان الاختلاف في النهاية يجب ان يصب في أرض واحدة. والانتماء للوطن السوري شرط أساسي لممارسة الديمقراطية بشكل عام، والشأن الأكبر للديمقراطية ان تحمي التنوع داخل ثقافة جماهيرية ، فالثقافة الجماهرية تسعي للوحدة والثقافة الديمقراطية تحمي التنوع.
فالديمقراطية هي النظام الذي تعترف فيه الأكثرية بحقوق الأقليات، ويعتبر النموذج المصري هو الأرقي بين النظم العربية في هذا الشأن.
والحقيقة ان سوريا في حاجة الى بناء دولة من جديد – وليس مجرد حكومة أو سلطة، وفي حاجة الي إعادة بناء جيش وطني ودستور يكون عقدا اجتماعيا قادرا على أن يصون كل ما هو أصيل في هذا البلد، يصون العهود، ويستوعب الاختلافات القائمة على مذاهب دينية وفي حاجة إلى عودة الملايين من المواطنين في تركيا ومصر ليقودوا بلادهم وفي النهاية بحاجة إلي إنسان حكيم يقودهم الي المستقبل المجهول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.