محمد فضل يكتب | الجامعة العربية وترامب

0

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تصريحات مستفزة وغير واقعية، عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو أمر لا يقبله أحد.
وهنا تبرز الحاجة الملحة إلى وقفة عربية موحدة لمواجهة مثل هذه التصريحات، التي لا تعكس فقط تجاهلاً لقدرة الدول العربية على اتخاذ القرار، بل أيضا استخفافا بالقوة السياسية والاقتصادية، التي تتمتع بها المنطقة العربية.
هذه التصريحات، التي لا يعقل أن تخرج من رئيس الولايات المتحدة، تؤكد على ضرورة تعزيز التضامن العربي، وتوحيد الخطاب السياسي تجاه القضايا التي تمس مصالح الأمة العربية.
إن تصريحات ترامب الأخيرة، والتي تناولت قضايا حساسة، مثل القضية الفلسطينية، لم تكن فقط غير مدروسة، بل تعكس عدم إدراكه للتداعيات الخطيرة، التي قد تترتب عليها، خاصة في ظل الوضع المتوتر بالفعل في الشرق الأوسط.
ومن هنا، تبرز أهمية دور جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية، تمثل الدول العربية، وتعمل على حماية مصالحها.
وعلى جامعة الدول العربية إصدار بيان موحد، يرفض هذه التصريحات، ويؤكد على موقف عربي ثابت تجاه القضايا المصيرية، بعدما أبدت الكثير من الدول اعتراضها على هذه التصريحات المستفزة.
البيان يجب أن يكون واضحا وحاسما، ويعكس رفضا تاما لأي محاولة، لتهميش دور العرب أو تقويض حقوقهم، كما يجب أن يتضمن دعوة لإعادة إعمار غزة بشكل عاجل، مع تحديد فترة زمنية محددة، لبدء التنفيذ، ورفض أي تدخل خارجي في هذه العملية.
كما أنه من المهم أن تتبنى جامعة الدول العربية مبادرة لإعادة إعمار غزة كجزء من الجهود الرامية إلى إعادة الحياة الطبيعية إلى القطاع الذي عانى لسنوات طويلة من الحصار والدمار ومؤخرا لأعمال تخريب همجية من قوات الاحتلال.
ويجب أن يكون الموقف العربي واضحا وصريحا ضد أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وأن يتم التركيز على دعم الحقوق الفلسطينية في إقامة دولة مستقلة.
في هذا السياق، لا يمكن إغفال الدور المحوري، الذي تلعبه مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في دعم القضية الفلسطينية، وفي تعزيز التضامن العربي.
مصر، بموقعها الاستراتيجي وتاريخها العظيم، تظل ركيزة أساسية في أي جهد عربي موحد لمواجهة التحديات التي تمر بها الأمة العربية.
الثقة في القيادة المصرية وفي قدرتها على قيادة الجهود العربية في هذا الاتجاه هي ثقة مستحقة، خاصة في ظل التحديات الكبيرة، التي تواجهها المنطقة.
وفي النهاية، يجب التأكيد على أن القضية الفلسطينية يجب ألا تموت على يد ترامب، الذى فقد عقله تجاه قوة العرب، وإن كان لابد من التهجير، فليرحل الإسرائيليون الذين يحتلون أرضنا، وعلى الرئيس الأمريكي، أن يوفر لهم ولاية من ولايات أمريكا للاستيطان فيها.
اللهم انصر مصر والعرب والمسلمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.