محمد ماجد يكتب | التغيرات المناخية وتأثيراتها
يشهد العالم خلال السنوات الأخيرة اختلالًا واضحًا في الظروف المناخية المعتادة وهو ما يطلق عليه ظاهرة التغيرات المناخية، وتؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية؛ مما يؤدي إلى عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التأثير يصعب التنبؤ بها.
ولذا قد يكون لتغير المناخ تأثيرات سلبية، وستكون التأثيرات أكثر وضوحا على الزراعة، وإنخفاض الإنتاجية الزراعية للعديد من أنواع المحاصيل، والتصحر وتغيرات نمط هطول الامطار، وتدهور التنوع البيولوجى، لذا فان أي تغير في المناخ سوف يؤثر بطريق مباشر أو غير مباشر على باقي العوامل التى تؤثر في النهاية على كفاءة قطاع الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير الغذاء الآمن صحياً وكذا التأثير على الصناعات القائمة على هذا القطاع والذي ينعكس بدوره العديد من التأثيرات السلبية على النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
كما يعتبر قطاع السياحة من أهم القطاعات التي قد تواجه تأثيرات التغيرات المناخية في الفترة المٌقبلة، لاسيما بالنسبة لمُحبي ممارسة الأنشطة المائية، أو الاستمتاع بمشاهدة الحياة البحرية الغنية، ومن المتوقع تعرض الحياة البحرية وخاصة الشعب المرجانية للعديد من التهديدات، وقد تتعرض الوجهات السياحية المختلفة والشواطئ لخطر الفيضانات والسيول، ما يؤثر بطبيعة الحال على البنية التحتية، ويؤدي لتدمير العديد من الاستثمارات السياحية.
ولا شك أن التغيرات المناخية قد تتسبب في تفاقم عدم الاستقرار، فضلا عن تنامى الاضطرابات الاجتماعية، وغياب قدرة الدول على توفير الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، وعليه قد تتسبب هذه العوامل في تفاقم غضب الشعوب على الحكومات ومؤسساتها، ومن ثم زعزعة الاستقرار ونشوب مزيد من الصراعات، وقد يصل الأمر لسقوط بعض الدول، كما ترتبط التغيرات المناخية بالبلدان والدول الضعيفة، فكلما زادت هشاشة الدول وفقدت القدرة على السيطرة، تأثرت بالتغيرات المناخية. وهو ما يؤدى إلى مزيد من الصراعات بسبب حالات الجفاف وعدم القدرة على إدارة الموارد، فقد أشارت بعض المؤشرات والدلائل إلى أن العالم سيواجه عددًا من التحديات الأمنية والبيئية وجملة من الأزمات الحادة جراء التغيرات المناخية، وسيتضاعف تأثير التغيرات المناخية على الصراعات المستقبلية، الأمر الذى قد يدعم الفرضية الرامية إلى وصف النزاعات والصراعات القادمة بالصراعات المناخية.
لابد من رفع الوعي بقضية التغيرات المناخية لكل الفئات من خلال الندوات والإعلام والمناهج التعليمية، وضرورة تنسيق الجهود المبذولة في جميع المشروعات العاملة في هذا المجال، فضلًا عن عمل دراسات عن الآثار الناجمة من تنفيذ المشروعات العملاقة على المناخ وتأثرها بالتغيرات المناخية.