محمد نبيل يكتب | الحوار الوطني .. فصل جديد يكتب في تاريخ مصر
مرت خمسة أشهر بالتمام والكمال على دعوة السيد رئيس الجمهورية لعمل حوار وطني بين مختلف القوى السياسية لوطن يتسع للجميع في لحظة تاريخية أثناء حفل إفطار الأسرة المصرية .
الحوار الوطني هو فصل جديد يكتب في تاريخ مصر المعاصر إذا ما نجحت القوى السياسية المختلفة في الوصول إلى توافقات على أرضية وطنية لتكون سابقة في تاريخ مصر الحديث حيث كانت معظم التوافقات أو الاتفاقات قبلا تتخذ الانتهازية السياسية سبيلا دون النظر إلى نتائج ذلك فكانت بعض القوى تتوافق لضمان بضعة مقاعد برلمانية لها أو لتعيين وزير أو اثنين في التشكيل الحكومي وهو ما أدى بطبيعة الحال إلى ضعف الأحزاب السياسية فضلا عن فقدان المواطن للثقة في الأحزاب بسبب عوامل كثيرة على الأحزاب أن تحددها وتحاول تلاشيها مستقبلا .
الحقيقة أن تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطني والهياكل الخاصة بلجان الحوار من مقررين ومقررين مساعدين تدعوا الى تشجيع الجميع وتدل على ان هذا الحوار هو حوار جاد بين الأطراف المختلفة حيث إذا ما حللنا خلفيات الشخصيات المختارة سنجد أنها منقسمة إلى ثلاث فئات واسعة فئة تمثل المعارضة وفئة تمثل السلطة التنفيذية وفئة تمثل الخبراء الفنيين وهو تشكيل متوازن وله دلالات هامة على الجميع استيعابها .
على الأحزاب السياسية ايضا أن تكون على قدر من المسئولية السياسية في المرحلة الراهنة وان تركز مجهوداتها في كيفية نجاح الحوار وعمل خارطة طريق تنقلنا إلى دولة مدنية حديثة لتضمن فيما بعد وجود مناخ تنافسي قائم على شعبية تلك الأحزاب في الشارع وطرح برامجها السياسية على المواطنين في ظل قوانين تسمح بالتعددية الحزبية وتشجع المشاركة الشعبية .
لدي الكثير من التفاؤل حول هذا الحوار الذي أتمنى أن نحصد ثمار نتائجة في أقرب وقت وكيف لا وهو يضم أفضل كفاءات هذا الوطن من كافة المجالات والتخصصات المختلفة وفي هذا لا أنسى توجيه الشكر للأمانة الفنية الخاصة بالحوار وعلى رأسها المستشار محمود فوزي لما بذلته وتبذلة خلال أشهر من العمل واستقبال الاف المقترحات من كافة القوى السياسية والمواطنين وترتيبها وعرضها بكل أمانه على مجلس الأمناء .
في رأيي أن المناخ السياسي قبل هذا الحوار سيكون مختلفاً تماماً عند نهايته بإيمان الجميع ببعضهم وبالتحلي بالصبر والثقة سنجتاز هذه المرحلة لنصل إلى الجمهورية الجديدة .. جمهورية ديمقراطية مدنية حديثة .