An Egyptian expatriate living in Lebanon casts her vote in a referendum on the new Egyptian constitution at the Egyptian embassy in Beirut December 12, 2012. Egyptians abroad went to embassies on Wednesday to vote in a referendum on the new constitution that President Mohamed Mursi fast-tracked through an Islamist-led drafting assembly, drawing the ire of the opposition. REUTERS/Sharif Karim (LEBANON - Tags: POLITICS ELECTIONS)
في كل موسم انتخابي، يتجدد النقاش حول جدوى المشاركة، وتعلو أصوات تدعو إلى المقاطعة بدعوى أن الأمور محسومة، أو أن المال السياسي يفسد كل شيء. والحقيقة أن هذا الخطاب، رغم أنه قد يبدو ثوريًا أو غاضبًا من الواقع، إلا أنه في مضمونه يخدم عكس ما يهدف إليه.
نحن نتفق تمامًا أن شراء الأصوات جريمة أخلاقية وقانونية تُفرغ العملية الانتخابية من مضمونها الديمقراطي، ونرفضها رفضًا قاطعًا. لكن طريقة مواجهتها لا تكون أبدًا بالانسحاب من الميدان، بل بالتواجد والمشاركة الواسعة. لأن المقاطعة لا تضعف شاري الصوت، بل تسهّل عليه مهمته: قلة عدد المشاركين تعني أن أصواتًا أقل قادرة على حسم النتيجة، وتكاليف الشراء تصبح أقل، والرقابة المجتمعية تختفي.
الحل الحقيقي هو أن نشارك، وبكثافة. أن نختار الأفضل من بين المرشحين، وأن نصوّت عن قناعة، وأن نحاول قدر استطاعتنا أن نحاصر المال السياسي بصوت الوعي والإرادة. قد لا ينجح من اخترناه، لكننا نكون قد أدّينا واجبنا، وأرسلنا رسالة بأن هناك من يراقب، ويحاسب، ويصوّت بحرية.
التغيير لا يحدث من أول محاولة، ولا من انتخابات واحدة. لكنه يحتاج إلى تراكم محاولات، وبناء وعي، وإصرار على البقاء داخل المعركة لا على الهروب منها. لأن الفراغ لا يُهزم، بل يُملأ دائمًا بمن لا يمثلنا حين ننسحب.
لهذا، فإننا ندعو الجميع: لا تقاطع، ولا تتنازل عن صوتك. فصوتك موقف، والموقف هو أول الطريق نحو التغيير.