محمد وحيد الجوهري يكتب | حروب الأجيال ( 1- 4 )

0

– أجيال الحروب
تغيّر المجتمع الإنساني، وتغيرت معه إمكاناته الاقتصادية، وتطورت الأسلحة والقوات المسلحة، وأشكال وأساليب خوض الصراع المسلح، إلاّ أن الأداة الرئيسة للحرب بقيت علي الدوام السلاح والعتاد القتالي التي ولَّدها التقدم العلمي والتقني، حيث أدي اختراع الأسلحة الجديدة واستخدامها إلي تغيير أشكال وأساليب خوض الأعمال العسكرية، الأمر الذي اعتبر دلالة علي ثورة في العمل العسكري، وبشّر بالانتقال والتحوّل إلي جيل جديد من الحروب. ويمكن تقسيم الحروب إلي عدد من الأجيال، وفقاً لتطوّر الأسلحة والعتاد الحربي واستعمالها في كل جيل زمني، كالتالي:
الجيل الأول:
وهي الحروب التي استخدمت فيها الأسلحة البيضاء؛ فقد جري خوض تلك الحروب علي مدي أكثر من 3500عام علي كوكبنا الأرضي بالاشتباك والعراك بالأيدي مع استخدام الأسلحة البيضاء، مثل السيوف والحراب، ومن أجل استخدامها كان لابد من تحقيق الاقتراب والتماس المباشر مع العدو.
الجيل الثاني:
ظهرت حروب الجيل الثاني بعد اختراع البارود في القرن الثاني الميلادي، والثالث عشر، وتم خوض الحرب مع وجود مسافة بين المتقاتلين، وذلك بسبب استخدام الأسلحة النارية، واستمر معها استخدام الأسلحة البيضاء.
الجيل الثالث:
ظهرت حروب الجيل الثالث بعد اختراع الأسلحة النارية ، الأمر الذي أدي إلي زيادة حادة في مدي الرمي ودقته وتأثيره، وأدي في الوقت ذاته إلي زيادة المسافة بين المتقاتلين في ساحة المعركة، والحماية من الأسلحة النارية المحلزنة، مما دعي المتحاربين إلي حفر منشآت دفاعية، كالحفر الفردية والجماعية.
الجيل الرابع:
أدي تطور الأسلحة المحلزنة واختراع الأسلحة الآلية سريعة الطلقات، والتي استخدمت في القوات البرية والبحرية والجوية إلي زيادة الآثار التدميرية للأسلحة بزيادة سرعة الرمي، مع المحافظة علي دقة رمي عالية، وعلي التوازي، كان لابد من الاحتماء من تأثير النيران، ولذلك تم تطوير الحفر ووصلها ببعضها لتشكيل خنادق، وظهرت لذلك منظومة المنشآت التحصينية.
الجيل الخامس:
بدأت حروب الجيل الخامس عندما اخترعت القنبلة النووية، حيث كان الأطراف المتحاربون التي تملك السلاح النووي غير مضطرة للتماس مع بعضها البعض،
لأن بإمكانها توجيه الضربات الصاروخية النووية إلي أراضي أية دولة،ىإلاّ أن الجميع يعترفون بأنه علي الرغم من القدرة التدميرية الهائلة للسلاح النووي، فإن حرباً نووية لا يمكن أن تؤدي إلي تحقيق الأهداف السياسية أو الاستراتيجية للحرب.
الجيل السادس:
تتميز حروب الجيل السادس بطبيعتها عن الحروب التي سبقتها، حيث ينتمي إليها الشكل الجديد من الحروب التي استخدمت فيها أسلحة الدقة العالية التقليدية، مثل الحرب ضد العراق عام 1991م، وعام 2003م، والحرب في يوغوسلافيا عام 1999م.
الجيل السابع:
تشير التنبؤات إلي أن المعلوماتية تحوّلت إلي سلاح، مثلها مثل الصاروخ والقنبلة والطوربيد، فواضح أن الصراع المعلوماتي أصبح عاملاً مؤثراً بشكل جدي في حروب المستقبل من حيث بدايتها وسيرها، وصيرورتها. ويمكننا أن نري أو نتوقع أنه بعد إنجاز التحوّل إلي الحروب غير المتناظرة، فإن الصراع المعلوماتي خرج تدريجياً من كونه عنصراً تأمينياً ليتحول إلي عنصر وشكل قتالي،أي أنه يتصف بطبيعة مستقلة بين أشكال وأساليب الصراع الأخري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.