محمود أبو خضرة يكتب | المصريون بالخارج.. شركاء المستقبل
عندما عبرت حدود مصر إلى دولة أخرى، ازداد يقيني بأن المصري بالخارج ليس مجرد مهاجر، بل طاقة وطنية حية، تحمل
في قلبها حب الوطن، تنتظر فقط أن تُستثمر لتُسهم في بناء مستقبل مصر.
اليوم، ومع التحولات الكبرى التي تشهدها الدولة المصرية في البنية التحتية، والعلاقات الدولية، وملفات الأمن القومي،
والحماية الاجتماعية، ندرك أن الوطن يُعاد بناؤه على أسس جديدة .. وفي هذا البناء، للمصريين بالخارج دور أكبر وأعمق
مما يُتخيل، يمتد من الاقتصاد إلى الثقافة والدبلوماسية، ليكونوا جسراً حيوياً بين مصر والعالم.
لقد التقيت بكثيرين منهم يملكون رأس المال البشري والخبرة العالمية، ويرفعون راية الحلم المصري بكل فخر وعزيمة. لا
يطلبون امتيازات، بل تمكينًا يمارسون به دورهم كمواطنين كاملين في وطن يُعيد تعريف علاقته بأبنائه، ويؤمن بأن نجاحهم
هو نجاح للوطن.
آن الأوان لأن تكون للمصريين بالخارج منصة دائمة للحوار وصنع القرار، تُعزز حضورهم داخل مؤسسات الدولة، وتدعم
المبادرات التي توحد جهود الداخل والخارج في ملفات استراتيجية تشمل التعليم، الاستثمار، السياحة، والدبلوماسية.
ومن موقعي كأحد أبناء مصر بالخارج، ومن خلال منصة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التي أعتز بعضويتها، أؤكد أن
المصري بالخارج لم يعد مجرد مُرسل تحويلات، بل حامل مشروع، وصاحب كلمة، وشريك أساسي في رسم طريق الدولة نحو
المستقبل.
الدولة التي نجحت في تحقيق الاستقرار والانطلاق نحو التنمية تدرك جيداً أن أبناءها في الخارج هم الصفحة الأولى في كتاب
المستقبل، وهم الأمل الحقيقي في بناء مصر التي نحلم بها جميعاً.