الذكاء الإصطناعى رغم أنه له فوائد متعددة إلا أنه يحمل معاه خطر كبير ويشكل تهديدا كبيرا على البشر إذا لم يتم إستخدامها
بعناية و قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى استبدال العمالة البشرية في العديد من الوظائف خاصة تلك التي تعتمد على المهام
المتكررة والروتينية مما قد يؤدي إلى بطالة واسعة النطاق واضطرابات اجتماعية واقتصادية ولكن أصبحت فى الاونة الأخيرة
تعانى معظم المجتمعات من مشكلة البطالة وبنسب مرتفعة للغاية فهذا ليس هو الأمر الخطير للغاية ولكن الأمر الأخطر هو أن
الذكاء الإصطناعى أصبح يهدد الأمن القومى لدى معظم الدول فيمكن عن طريق الذكاء الإصطناعى إنشاء محتوى مزيف مقنع
مثل الأخبار الكاذبة والصور والفيديوهات المركبة مما يهدد بثقة الجمهور في المعلومات ويزعزع استقرار المجتمعات والدول
حيث أن الإعلام عامل أساسى فى دعم الدول والجيوش أثناء فترة الحروب وله تأثر نفسى كبير لدى المواطنين أثناء فترة الحرب
و الحرب النفسية أشد خطورة من الحرب العسكرية ومثال على ذلك أثناء العدوان الإسرائيلى على إيران والذى أسفر عن خسائر
كبيرة فى المنشأت وأيضا جرحى وقتلى لدى الدولتين وفى هذه الفترة كان وما زال يلعب الذكاء الإصطناعى دورا هاما فى
تهديد الأمن القومى لدى الدولتين حيث روج لبعض الفيديوهات التى تبدوا وكأنها حقيقة عن إستهداف وتدمير بعض المنشأت
الهامة لدى إسرائيل من قبل إيران وأيضا فيديوهات أخرى لإستهداف بعض المنشأت الهامة لدى أيران فهذا له تأثير كبير على
الروح المعنوية لدى الجيشين وأيضا مجتمعاتهم حيث وإستطاعت تلك الفيديوهات أن توحى بالهزيمة لكلا الطرفين ومما لاشك أن
هناك جيش إلكترونى يستطيع من خلاله تكذيب كل هذه الفيديوهات المفبركة إلا أن معظم المجتمعات تقع فريسة لإنعدام التوعية
وعدم التمييز بين الحقيقة والكذب.
فى قديم الزمان كانت هناك عبارة مشهورة وهى أن ( لا تصدق شىء تسمع عنه إلا أن تراه بعينيك ) ولكن مما سبق ومن واقع
كل هذه التجارب التى مرت بها معظم الدول إلا أننا نستطيع أن نقول (لا تصدق أى شىء تسمع عنه أو تراه بعينيك) وبالفعل
يجب على جميع رواد التواصل الإجتماعى أن يكونوا على قدر من الوعى والثقافة والخبرة مما يشاهدونه على وسائل التواصل
الإجتماعى بأننا لا نصدق ولا ننشر ما لم نراه بأعيننا فى الواقع لأن ليس كل ما نراه من محتوى يكون حقيقى فمعظم ما يتم
تداوله غير حقيقى بالمرة ولذلك نستطيع أن نقول أن الذكاء الإصطناعى (سلاح ذو حدين) .
