محمود القط يكتب | الحوار الوطني ٢٠١٢ و ٢٠٢٢

0

ربما لا يعلم الكثيرين أن الحوار الوطني الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في إفطار الأسرة المصرية عام ٢٠٢٢ ليس هو الأول من نوعه بل إن التاريخ المصري الحديث به محطات متفرقة من دعوات لحوار وطني بأنماط وأشكال متعددة وكانت هذه الدعوات كلها دون استثناء موجهة للقوى السياسية إللا أن الحوار الوطني الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي هو لكل جموع الشعب المصري بفئاته و طوائفه المختلفة داخل مصر وخارجها ولم يستثنى منه إللا من شارك أو ساهم أو تورط في أعمال عنف ضد الشعب المصري العظيم.
أما ما أود أن أتطرق إليه في السطور القادمة هى الدعوة للحوار الوطني في ديسمبر ٢٠١٢ التى أطلقها الاخوان المسلمين و الدعوة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي عام ٢٠٢٢.
فلو بدأنا بالظروف التي تم إطلاق الحوار الوطني فيها سنجد أن الدعوة عام ٢٠١٢ كانت في ظل احتجاجات و مظاهرات على إعلان دستوري مجحف قائم على صلاحيات مطلقة لرئيس الجمهورية و تهميش لجميع المؤسسات التشريعية و القضائية و اعتداء صارخ على مقدرات المصريين و لا يجب أن ننسى أن يوم خطاب الدعوة للحوار كانت التظاهرات تملأ الشوارع والتقديرات الاعلامية تشر الى أعداد من القتلى ومئات المصابين مما يدل على حالة من الارتباك والقلق المجتمعي تظهر بوضوح بشكل آخر في الأعداد الغير مسبوقة من المهاجرين من أبناء مصر الى خارجها سواء بطرق شرعية أو غير شرعية و أتت الدعوة على لسان رئيس الجمهورية في ذلك الوقت في خطاب ظهر فيه في احد استوديوهات الرئاسة و كانت الصورة معبرة عن حالة الوحدة والانعزال التى تعاني منها الجماعة
أما في عام ٢٠٢٢ فالدعوة للحوار من الأساس تم إطلاقها في أثناء إفطار الأسرة المصرية و هو حدث سنوي استحدثه الرئيس عبدالفتاح السيسي كما استحدث العديد من الفعاليات التى يكون رسالته بها هو الحرص على جمع شمل المصريين ولا يجب أن ننسى ان هذا الافطار تحديدًا حضره من صفوف المعارضة للرئيس شخصيات أقل ما توصف به انهم على الضفة الثانية من النهر و لكن بناء الجسر للربط بين الضفتين أتى بإرادة من الطرف الذى لديه القدرة و ليس تحت أي ضغط من الضغوط فقد أتت الدعوة بعد استقرار المؤسسات و استعادة الدولة هيبتها الإقليمية والدولية و قامت بتثبيت اركانها و ترسيخها و أخيرا بعد ان سبقها خطوات من تهيئة المجتمع للحوار و بناء الديموقراطية فالدعوة أتت برغبة حقيقية دون اي ضغط أو شرط بل في الوقت الذى اكتمل فيه مقومات القدرة على إطلاق المساحات و تمصير الديموقراطية.
لذلك تتضح لنا الصورة في كيفية وطبيعة الاستجابة للحوار لأننا يجب أللا ننسى أن من استجاب للحوار عام ٢٠١٢ هى الأحزاب المحسوبة على التيار الديني و بعض من اتخذوا الانتهازية السياسية منهجا و طريقا على مر العصور و الأزمان مما ادى لفشل الحوار قبل أن يبدأ و مع اولى جلساته التى لا يعلم عنها أحد حتى الآن .
أما في مايو ٢٠٢٣ و بعد عام كامل من دعوة الرئيس كان كل الأطياف و الألوان السياسية والمجتمعية و النقابية حاضرة في الجلسة الافتتاحية وحاضرة في جلسات الحوار العلنية التى يتم بثها على الهواء مباشرة أمام جميع المصريين بل و العالم أجمع و لم يتغيب إللا من تورط في دماء المصريين بالتحريض أو بالفعل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.