محمود القط يكتب | لكي تكون انتخابات نزيهة

0

رغم اختلافنا في الرأي إللا أني سأدافع عن حقك في إبداء رايك بكل حرية.. هذه المقولة أرى فيها سمو أخلاقي ومبدأ أصيل لكل من هو مؤمن بالحوار فالرأي المختلف هو وجهة نظر مغايرة ربما يكون فيها وجاهة تؤدي إلى إعادة التفكير و إعادة النظر في طرح معين و إن أصابت فنحن جميعا مستفيدين و إن أخطأت فالصواب قائم و لا غضاضة في ذلك و الخلاف في الرأي لن يفسد للوطن قضية إذا كان الأمر مقتصرا على راي او طرح او حتى تعبير عن موقف أما ما يثير العجب هو أن من بيننا من ينادي بالديموقراطية سواء أرادها مصرية أو أرادها مستوردة من الخارج و هو نفسه من ينادي بشعارات تنافي أول مبادئ الديموقراطية و الاكثر عجبا أنهم من يدعون أنهم من النخب السياسية التى ترى أن لديها القدرة على التأثير الفعال في الحالة المجتمعية المصرية و إن كنا نختلف على حقيقة التأثير الذى يعتقدونه لأنفسهم لكننا يجب ان نتوقف أمام بعض المطالبات الغريبة لهم و هى مطالبات تتنافى تماما مع ما يدعونه من رغبتهم في إعلاء الديموقراطية في مصر و لو أردنا ان نضرب مثالا واحدا على ذلك لكان هو المثال الاشهر الذى يتم تداوله حاليا و هو مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية و يتم تغليف الامر و تسويقه للراي العام بان هذه أحد المبررات لكي يكون لدينا انتخابات رئاسية نزيهة مع العلم أني لا أرى أي ارتباط أو صلة بين ترشح الرئيس لأن ذلك حقه الدستوري و بين نزاهة الانتخابات بل على العكس أرى أن كل من تبنى أمرا مخالفا للدستور الذى تم استفتاء الشعب المصري عليه وجوده على الساحة السياسية هو الخطر الحقيقي على نزاهة الانتخابات و خصوصا لو كان مرشحا رئاسيا أو تحالف يدعم مرشحا بعينه فهؤلاء هم الخطر الحقيقي على التجربة الديموقراطية المصرية التى نسعى لبنائها بفكر وأيادي مصرية خالصة وليس كما يفعل البعض باستدعاء الخارج سواء بالبيانات أو اللقاءات و هم يعتقدون ان الشعب المصري لا يكشف ما يقومون به و هنا نؤكد ان كل مصري تنطبق عليه الشروط للترشح له كامل الحرية في طرح رؤيته و برنامجه الانتخابي الذى هو من المؤكد سيكون له وجهات نظر و معايير يضعها لنفسه ربما نختلف معها لكن سنكون حريصين ان نسمعها و ان يكون له المساحة الكافية لطرحها فهذا أمر يختلف كامل الاختلاف عمن ينادي بما يخالف الدستور المصري أو أن يعلق شماعة إخفاقه السياسي على وجود الرئيس في السباق الانتخابي وهنا نطرح سؤال: ألم يتعلموا من الديموقراطيات الغربية التى يريدوا أن يصدروها لنا؟؟ إننا نرى في هذه الديموقراطيات انتقادات و برامج انتخابية لكننا لم نسمع مرة بمرشح رئاسي يطالب المرشح الآخر بعدم الترشح لكي يترك له الساحة السياسية و هذا دليل آخر على فشل سياسي في أبسط مفاهيم المنافسة السياسية.
إن الضمانة الحقيقية لنزاهة الانتخابات في مصر هو الشعب المصري العظيم بجميع فئاته وطوائفه فلا يجب ان ننسى ان القاضي المشرف على الإنتخابات مصري اقسم على احترام الدستور والقانون وقوات التامين مصريين اقسموا على احترام الدستور و القانون و الناخبين و المرشحين مصريين يريدوا ان يشاركوا في بناء وطنهم وترسيخ الديموقراطية فيه و ذلك في إطار الدستور والقانون.
فالحقيقة الجلية أن كل من يخالف ذلك هو الذى يسعى لعدم نزاهة الانتخابات و لكي تكون نزيهة نحتاج ان نقوم بدورنا كشعب بلفظ كل من أراد أن يتلاعب بمقدراتنا و نجعله نشعر اننا نراه و نعي جيدًا ما يقوم به.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.