محمود عز يكتب | الشهيد مُشيد الجمهورية الجديدة

0

في يوم الشهيد الذي يوافق ذكرى إستشهاد الفريق عبد المنعم رياض، لابد من إعادة قراءة لدور الشهيد في تحقيق الاستقرار في مصر بعد إضطرابات شهدتها مصر والمصريين بعد ثورتين أولهما من أجل مصر الشعب والأخرى من أجل مصر الدولة، فبعد أن زُرعت الفرقة بين أطياف المصريين تارة بالخونة من الداخل وتارة بالإعلام المعادي، بدأ توحد المصريين على تعظيم تضحيات الشهداء وأسرهم ومنها بدأوا في إستدعاء روح وقيم التضحية والصبرعلى بناء جمهوريتهم الجديدة ومواجهة تحديات الداخل والخارج برؤية قيادة سياسية أعادت التقدير وأحيت قيمة الشهيد في قلوب المصريين.
ففي كل دول العالم، توجد نصب تذكارية توثق للشهداء تضحياتهم تساهم في تشكيل الروح المعنوية للشعوب تذكرهم بأحداث تجاوزتها الشعوب لتمضي قدماً في الحفاظ وبناء دولهم وتضع الرؤى التي تساهم في وضع سياسات الدولة ، لذلك حاولت الجماعات الغير وطنية في مصر عقب إضطرابات ثورة يناير في تعظيم وتضخيم أيقونات مصنوعة لأشخاص أسموهم بشهداء ثورة يناير لإستخدام تلك الايقونات في فرض سياسات هدم الدولة ومؤسساتها. وكذلك حدث عقب ثورة 30 يونيو، فقد حاولت الجماعة الأرهابية صناعة أحداث ليصنع منها ايقونات لشهداء يستخدموا في مهاجمة الدولة ومؤسساتها.
وفي حين كان الشهيد هو فقط أداة تستخدم للضغط من أجل زرع الفرقة ومهاجمة الدولة فقط ، كانت الدولة المصرية تكرم وتقدر الشهيد حق تقديره بصورة مجردة وليس لإستخدام سياسي في سياق ضاغط مثلما تفعل جماعات المرتزقة تلك.
فبين التقدير الحقيقي لتضحيات الشهداء من الدولة ، وصناعة الإلتباس من الجماعات المتطرفة ، كان وعي الشعب المصري فارزا وإختار الشهيد الحقيقي ولم تنطلي عليه صناعة الوهم ودعم شهداؤه الحقيقيين ولفظ زيف الإعلام المُعادي.
فقد إلتفت قلوب المصريين حول شهيد الشرطة في 2011 اللواء/ محمد البطران الذي استشهد في 29 يناير 2011 أثناء قيامه بواجبه في الدفاع عن سجن القطا، فكانت أيقونة اللواء/ البطران مانعة لتزييف وعي المصريين بأكاذيب ما اسموهم الشهداء التي كان من شأنها التضليل اعقول وقلوب المصريين، فكان ثمن حياة الشهيد البطران ليس فقط حماية منشأته وإنما تجاوز الثمن ذلك ليكون أيضا الحفاظ على وعي المصريين الذي ساهم في تجاوز تحديات المرحلة .
وكذلك في إضطرابات مابعد ثورة 30 يونيو 2013 وجهود مكافحة الإرهاب ، كان الشهيد عميد/ محمد جبر مأمور قسم كرداسة ، الذي التفت حوله قلوب المصريين لتعبر عن رفضها للجماعة الإرهابية والتفافها حول الدولة ، فكان ثمن روحه الطاهرة قد تجاوز حدود منشئات قسم كرداسة ليكون ثمنه تماسك المصريين وراء مؤسسات الدولة للتخلص من أصحاب الفكر المتطرف ورسل الكراهية والغدر والخسة.
وغني عن البيان، قيمة ما قدمه الشهيد / أحمد منسي من التأكيد على رباط جند مصر، وحشد القلوب على دعم المصريين وقواتهم المسلحة لتحديات مكافحة الأرهاب في سيناء ، ليتجاوزبذلك ثمن روحه الطاهرة من حماية نقطة كمين البرث إلى كامل سيناء والجبهة الغربية .
وقد أكدت الدولة المصرية على تعظيم وتقدير الشهيد وتوسيع مفهومه، ليس فقط للقوات الحاملة للسلاح ولكن لكل من يدفع روحه من أجل الواجب من خلال ما قامت به تجاه تضحيات الأطباء المصريين في مواجهة جائحة كورونا ، لتتجاوز مصر مع شهداؤها من الأطباء وأطقم التمريض التداعيات الاقتصادية للجائحة على مستوى الفرد والدولة.
رحم الله شهداؤنا الأبرارالذين هم عماد الأمن للشعب المصري والسيادة والتنمية لمصر.

* محمود عز عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.