محمود عشيش يكتب | الأزهر والكنيسة..تاريخ من الوطنية

0

يعد الأزهر والكنيسة أحد أهم الأعمدة الرئيسية لاستقرار الدولة الوطنية المصرية فهما شريان الحياة الدينية في مصر ودائما ما يعبران عن إرادة الشعب المصري بأسرة ودائما لهم ثراء وطني عبر مواقفهم للدفاع عن الدولة المصرية فقد أثبت التاريخ انحياز الأزهر والكنيسة للدولة الوطنية علي مدار العصور فكانوا شركاء في وقوفهم جنبا إلي جنب ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد الدولة والمصريين ولا يزالان حتي الأن حائط الصد في مواجهة طيور الظلام وأهل الشر اللذين يريدان إسقاط الدولة المصرية ودائما ما يتعرض الأزهر والكنيسة للمؤامرات ومحاولة إثارة الفتنة والوقيعة بينهما وبين الشعب أو بينهم وبين الدولة ولكن هيهات فالشعب المصري يقدر مكانة الأزهر والكنيسة ودورهما التاريخي والوطني ويدرك حجم المؤامرة فللازهر والكنيسة قوة ناعمة لم تقتصر فقط علي الشعب المصري بل امتدت العالم بأسرة ودائما ما يكون للأزهر والكنيسة القول الفصل في أي ثورة أو محنة تمر بالشعب المصري ففي عام ١٨٠٤ اجتمع كل من فضيلة شيخ الأزهر محمد الشرقاوي وقداسة البطريرك الأنبا مرقص الثامن وبعض الوطنيين في منزل نقيب الأشراف عمر مكرم ووضعوا أول وثيقة دستورية مصرية وأعلنوا انطلاق ثورة ١٨٠٤ التي أطاحت بالوالي العثماني خورشيد باشا وكان للمؤسستين الدينيتين دور كبير في إرساء معالم الدولة المصرية الحديثة التي أسسها محمد علي باشا وفي عام ١٨٨١ قاد أحمد عرابي أول تظاهرة سلمية إلي قصر عابدين مقر الخديوي توفيق وكان بجوار عرابي وهو يلقي المطالب علي الخديوي شيخ الأزهر وبطريرك المسيحيين وخلفهم رجال الدين المسلمون والمسيحيون وكانت ثورة ١٩١٩م أروع مثال لدور الأزهر والكنيسة للدفاع عن الوطن والمطالبة بالاستقلال ومواجهة الاحتلال الإنجليزي ففتح الأزهر ابوابة للمصريين لحثهم علي المطالبة بالدفاع عن الوطن حتي صعد القس سيرجيوس منبر الأزهر الشريف لحث المصريين وخطب فيهم لمواجهة الاحتلال وكان سعد زغلول يلقب القس سيرجيوس بخطيب الثورة وفتحت الكنائس المرقسية أبوابها لشيخ الأزهر فضيلة الشيخ محمد عبداللطيف دراز وخطب داخل الكنيسة ليحث المصريين علي أهمية مشاركة جميع المصريين لمواجهة الاحتلال فكان يخرج المصلي من الأزهر خلف القس سبرجيوس والمصلي من الكنيسة خلف الشيخ محمد عبداللطيف دراز شيخ الازهر ويلتقون في الميادين للدفاع عن استقلال الوطن وكان رصاص الاحتلال لا يفرق بين مسلم أو مسيحي وفي حرب اكتوبر المجيدة عام ١٩٧٣ لم يقف الأزهر والكنيسة موقف المتفرج بل وقفا خلف الجيش المصري العظيم صاحب أعظم وأهم انتصار حربي في العصر الحديث فكان الأزهر والكنيسة يرسلون رجال الدين إلي الجبهة لحث الجنود الأبطال علي أهمية تحرير الأرض وكانا يحثان الشعب المصري علي دعم الجيش وجنودة في حرب الكرامة والعزة حتي تحقق النصر وتحررت الارض بفضل الله والجيش المصري العظيم وكان للأزهر والكنيسة دور كبير في رفض التطبيع مع إسرائيل وإنحازا لإرادة الشعب المصري رافضين التطبيع مع الكيان الصهيوني ولا ننسئ منع البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية سفر المصريين المسيحيين لزيارة القدس المحتلة ومقولتة الشهيرة ( لن نذهب للقدس ونزور كنيسة القيامة وكنيسة المهد إلا وأيدينا بأيدي إخواننا المسلمين ) ليضرب مثالا عظيما للوحدة الوطنية في مصر وفي عام ٢٠١٤ حيث تكرر مشهد ثورة عرابي وثورة ١٩١٩ فكان للأزهر والكنيسة دور كبير في الإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية فوقف شيخ الأزهر فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسي ليعنلوا انتهاء حكم الجماعات الإرهابية استجابة لمطالب الشعب المصري العظيم وبدء عصر جديد بقوة الشعب وفي عام ٢٠١٧ التقي الهلال مع الصليب في موقف وطني مصري عربي ليؤكدو علي وحدة الموقف وصلابتة حيث رفض الأزهر والكنيسة مقابلة نائب الرئيس الأمريكي بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب القدس عاصمة إسرائيلية فكان قرار رفضهما مقابلة مايك بنس قرارآ سياسيا وطنيا متفقا مع الدولة والشعب للمحافظة علي الحقوق الوطنية والدينية للمسلمين والمسيحيين والمحافظة علي السيادة الفلسطينية العربية باعتبار القدس عاصمة لدولة فلسطين
ورسالتي إلي الشعب المصري العظيم عليكم المحافظة علي الأزهر والكنيسة ضد المؤامرات التي تحاك من أهل الشر وطيور الظلام للنيل من الأزهر والكنيسة لمواقفهما الوطنية ودعمهما الدولة الوطنية عبر القرون السابقة فهم ميزان استقرار الوطن وكلي ثقة في وعي الشعب المصري العظيم في مواجهة أهل الشر وطيور الظلام
ورسالتي إلي كل متعصب يحاول أن يثير الفتنة الطائفية؛ اعلم أنك لا تخدم قومك ولا وطنك بل بالعكس فأنت تخدم أعداء الوطن الذين يتربصون بها ويسعون دائما الي إشعال الفتنة لكي تسقط مصر في أيديهم ، فعلي الجميع أن يعلم أننا ركاب في سفينة واحدة وسكان في وطن واحد وأننا كالجسد الواحد ، ولنرفع جميعا ” الدين لله والوطن للجميع ” ولنكرر ما قالة أسلافنا من قبل ” عاش الهلال مع الصليب ” وان نحافظ علي الأزهر والكنيسة ونقف ضد المؤمرات التي تحاك ضدهم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.