لطالما كانت مصر داعمًا رئيسيًا للقضية الفلسطينية، وبرز هذا الدور بوضوح في جهودها الحثيثة لإعادة
إعمار قطاع غزة بعد موجات التصعيد المتكررة. فمنذ اندلاع الأزمات الإنسانية في القطاع، لم تتوانَ مصر عن
تقديم الدعم المادي واللوجستي، من إرسال المساعدات العاجلة إلى تنفيذ مشروعات تنموية تعيد الأمل لسكان
غزة. اليوم، ومع استمرار هذه الجهود، يتجلى الدور المصري ليس فقط في الإغاثة الفورية، بل في بناء
مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا للفلسطينيين. فكيف ساهمت مصر في إعادة إعمار غزة؟
تلعب مصر دورًا محوريًا في إعادة إعمار قطاع غزة، حيث وضعت خطة شاملة تهدف إلى تحسين البنية
التحتية وضمان بقاء الفلسطينيين في أراضيهم فهو حق لهم وليست منحه. وتشمل هذه الخطة إعادة بناء
المنازل والمنشآت التي دمرها العدوان الإسرائيلي، فضلًا عن تطوير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه
والصرف الصحي ومن أبرز ملامح خطة مصر لإعمار غزة . تنفيذ المشاريع بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية
حيث تؤكد مصر على ضرورة أن يكون الفلسطينيون جزءًا أساسيًا من عملية الإعمار، رافضة أي خطط
للتهجير القسري وذلك وفقا لتصريحات فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وتتطلع مصرنا الحبيبة
لتحديد مدة تنفيذ المشروعات فحددت إطارًا زمنيًا يمتد لثلاث سنوات، باعتبار هذه المدة كافية لإنجاز إعادة
الإعمار بشكل فعال . وعلى الجانب الاخر هناك دعم دولي وإقليمي فقد طالبت مصر المجتمع الدولي بدعم
خطتها للإعمار، مشيرة إلى أهمية توفير التمويل اللازم لهذه المشاريع كما شددت القيادة المصرية على
ضرورة الحفاظ على سكان غزة داخل أراضيهم، ورفضت أي مخططات لتغيير التركيبة الديمغرافية للقطاع و
تمتعهم بالاستقرار الكامل على اراضيهم .
واخيرا إلى جانب الإعمار، تعمل مصر على المستوى الدبلوماسي لضمان وقف إطلاق النار ومنع تجدد
العدوان. كما تسعى لتوحيد المواقف العربية، بالتنسيق مع الدول العربية ، بهدف الوصول إلى حل سياسي دائم
للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين. وذلك على الرغم من مواجهة مصر تحديات عدة، من بينها
استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وصعوبة إدخال المواد اللازمة للبناء، فضلًا عن التعقيدات السياسية
المتعلقة بملف المصالحة الفلسطينية.
ختامًا تعكس الجهود المصرية التزامًا راسخًا بدعم الشعب الفلسطيني، ليس فقط من خلال المساعدات
الإنسانية، ولكن أيضًا عبر مبادرات إعادة الإعمار التي تهدف إلى تحسين حياة سكان غزة وضمان استقرارهم
على المدى الطويل.
