تلك الكلمة، التي وردت في كلمة الرئيس السيسي في القمة العربية الإسلامية غير العادية، عبرت بالكامل عن جوهر الدعم للقضية الفلسطينية، والتي لا تنجح إلا بحشد تلك الضمائر الحرة، التي تدب في الشعوب، فلعل أهم ما حدث من إيجابيات تجاة القضية الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، هو الدعم الشعبي الدولي، وتدويل القضية والأحداث، وجعلها على طاولة حوار الأسر البسيطة في شتى بقاع الأرض، وأصبحت الحكومات غير قادرة على تجاوز هذا.
فقد كنت أنتمي للجيل الذي تفتح وعيه على القضية عقب استشهاد الطفل محمد الدرة، وكانت جميع المظاهرات، التي نطالعها آنذاك خارج الدول العربية هي للجاليات العربية بالخارج، أما الآن، فنرى الدعم من أهالي الدول الغربية ذاتهم وخروجهم في حملات تضامن مختلفة، وهو مالم يكن مطروحا من قبل، ولذا سيكون هذا عنصرا غالبا في القادم من أحداث في تلك القضية، وغيرها من القضايا.
رئيس الدولة الوحيد، الذي استخدم عبارة “ضد جميع المخططات التي تهدف لتصفية القضية” هو رئيس مصر، مصر الدولة، التي قامت بالدعم الكامل والممكن عبر تلك القضية دون المتاجرة بها أو استهداف مكتسبات شخصية، مصر التي تنظر لفلسطين كبعد استراتيچي تجاه الشرق، وهذا ما يستقر في وجدان كل مصري حر وواع بماهية القضية الفلسطينية، مصر هي دولة المؤسسات، وهي دولة الجيش الوطني، وهذا ما ظهر جليا في كلمة الرئيس السيسي عن لبنان عندما أكد على دعم مؤسسات الدولة اللبنانية، وخاصة الجيش الوطني اللبناني، لأن الأمر بات واضحا للجميع بأن جميع الميليشيات، التي نشأت في الجسد العربي لم تكن لتهدف إلى الصالح الوطني بقدر ما تهدف لتحقيق أهداف خاصة ومنافع لعل معظمها، يصب في صالح دول خارجية لاعبة في المنطقة، وهنا نذكر دور مصر في وأد ما كانت تهدف إليه جماعة غادرة، مثل جماعة الإخوان المسلمين.
لعل تأكيد الرئيس السيسي على فكرة السلام القائم على العدل، هو استحضار للروح الرئيس السادات، الذي أبرم سلاما، يحمي مقدرات الأمة، ويخرجها من دائرة الصراعات العسكرية، ولكن كان سلاما قائما على السيادة والعدالة والحرية الكاملة في إدارة الدولة، ونرغب أن تنال فلسطين الخطوة الأولى نحو ذلك السلام العادل، فما زالت الفرصة قائمة، والأمل جليا، ولعل الأيام القادمة، تحمل الكثير، ولعلنا نرى عما قريب ما يثلج صدورنا تجاه القضية الفلسطينية والمنطقة بالكامل، فقد آن الوقت كي تنعم المنطقة بالهدوء والاستقرار وبناء مستقبل أرحب.