مصطفي مصطفي يكتب | مولِد النبي

0

يوم مولد النبي محمد ﷺ كان بداية فجر جديد للبشرية كلها. ففي يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، وُلد خير الخلق، ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

مولده ﷺ لم يكن حدثًا عاديًا، بل كان إيذانًا بقدوم الرحمة التي قال الله عنها: ﴿وما أرسلناك إلا رحمرحمة للعالمين﴾. فقد جاء النبي بدعوة التوحيد، وأعاد للإنسان كرامته، وربّاه على مكارم الأخلاق. ويكفي أن الله سبحانه وصفه بقوله: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾.

إن الاحتفال الحقيقي بمولده ليس بالكلمات أو المظاهر، وإنما بالاقتداء بهديه وسنته، وبنشر قيم الرحمة والصدق والأمانة التي دعا إليها. فحب النبي يُترجم في السلوك والمعاملة، وفي الحرص على أن يكون كل واحدٍ منا صورة طيبة تذكّر الناس بأخلاقه.

وما أحوجنا اليوم أن نُحيي هذه الذكرى العطرة بالعودة إلى سيرته العظيمة، نستلهم منها الصبر على الشدائد، والرحمة بالضعفاء، والعدل مع الجميع.

فمولد النبي ﷺ ليس مجرد تاريخ نمرّ عليه كل عام، بل هو معنى حيّ يذكّرنا أن رسالة الإسلام باقية ما بقيت الحياة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.