معتصم الصالح يكتب | سايكولوجية الفستق

0

نصب “غراب اسود” نفسه سيدا على الغابة..دون سابق انذار ..وخطب فيهم خطبته الشهيرة ..ايتها الغابات والحيوانات وكل الحشرات والهائمات في البرايا ..انني قد وليت سلطانا عليكم ..فاكسروا قيودكم وحطموا كل اصنامكم بعد طول ضلال واتبعوني…)
صدقت الحيوانات عسل الكلام هذا, المداف في زبد الوعود …ودانت له الرقاب كلها من اسودها ونمورها وفيلها وغولها وقططها وفارها ,ودودها وهائماتها.. ب السمع والطاعة ,
كان اول قرار اتخذه الملك الغراب هو منعهم من الاحلام , وقال لهم الاحلام مفسدة القلوب وتجلب الهم والغم … واجبرهم النوم مبكرا والذهاب الى العمل من الصباح الى المساء …بعبودية تامة .. امتثلت كل حيوانات الغابة الى الامر…صاغرة رغم انفها … باستثناء ابو الحصين.
ابو الحصين هذا ثعلب احمر هزيل نحيل جسم سكير خمار, لاينقضي يوما الا سرق من حيوانات الغابة شيئا و اكل منهم شيئا, في الليل يجوب الاحياء والازقة بحثا عن صيد وفير وفي النهار لائذ بوكره اعلى شجرة بلوط ..
دون ان يكترث لجبروت الغراب او يابه لسطوته.. لاحظت الحيوانات ان الغراب بدا يخفف عن جولاته التفقديه شيئا فشيئا وخصوصا عندما يصل شباك ابي الحصين..و يذهب الى النوم بكسل وتثاقل تام ..بعد ذلك دون معرفة السبب..
خفت قيود الملك عليهم يوما بعد يوما وكانه لاهيا بنفسه …لكن الحال بقي ذات الحال.. لكن لا احد يجرؤا على الثورة بوجه ظلم الغراب.. وزادت سرقات ابي الحصين ايضا..دونما رادع او عقاب.. ذات يوم سال بوم عجوز , ابا الحصين عن سر تمرده على اوامر الملك الغراب واين له كل هذا الغياب ..
وبقاءه مستمعا باحلامه..ويعيش كما يشاء ايامه.. وبين الاسهاب والاطناب , ابو الحصين بكل شفافية أجاب.. كلما شاهدت الغراب ليلا وهو يقترب من نافذتي للمراقبة ,تظاهرت بالنوم , وعندما اجده يقترب اكثر فاكثر للتاكد …رميت له حبات فستق منقوعة بخل التفاح …فيحسبه الاحمق خمرا ويطير سكرانا منتشيا ثم يغط في سكره العميق .. ولا ارى وجهه البائس الا الليلة التالية …و هكذا.. فانتم مستمعون بعبوديتكم.. والغراب الأبله مصدق انه سكرانا بنبيذ معتق فريد.. وانا مستمع بحلامي… الوضع باختصار.. الناس تصدق ماتحب ان تصدقه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.