مها سليمان تكتب | بين الشائعات والديمقراطية

0

تشكل الشائعات خطرا على العمليات والقيم الديمقراطية حيث إنها تضرب الثقة المعرفية بين الحكومة والشعب. كلما قل اقتناع المواطن بأن القرارات السياسية مبنية بناءًا على أفضل الأدلة المتاحة، كلما زادت أسباب رفض شرعيتها. الأهم من ذلك، لكي يقبل المواطنون مؤسساتهم وإجراءاتهم الديمقراطية، يجب أن يكون لديهم ثقة معرفية في عدد من متخذي القرار ممن انتخبوهم وفقا للنظام الديمقراطي.

من دواعي القلق على نطاق واسع من الشائعات أن هؤلاء الذين يؤمنون بها بالفعل ويستهلكونها يعملون على زعزعة الثقة المعرفية فيما ينشر أو يتم من أعمال فيصبح المواطن مضللا وغير مصدق لما تقوم به الحكومة ويصبح هناك شعور عام لدى المواطنين بأنهم تم التلاعب بهم وأن لا أحد يعمل لمصلحتهم أو من أجل الصالح العام مما يقوض العملية الديمقراطية ويعيق عمل الحكومة ويهدر الكثير من الوقت في محاولة تكذيب هذه الشائعات وإحساس الموطن بقيمتها. هذا القلق هو أحد الدوافع وراء، على سبيل المثال، محاولات تكذيب الشائعات وخلق طرق “تحصين” للأفراد ضد الأخبار المزيفة. ولا توجد مجتمعات بمنأى عن الشائعات بل إن أعتى الديمقراطيات تتعرض للشائعات على مر العصور من أجل هز صورتها في أعين شعوبها.

* مها سليمان، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.