ميرنا محمد تكتب | إلي أين وصلت السودان؟

0

سؤال يطرح نفسه بقوة إلي اين وصلت السودان وإلي اين تسيير وما المطلوب لوقف دائم لاطلاق النار وما الاثار المترتبة علي اطالة امد الحرب ؟
هل تلك الصراعات ستقود إلي انقسام السودان من جديد ؟
كيف يواجه الشعب السوداني تلك الازمات الانسانية – الاقتصادية جراء هذه الحرب ؟
بعد أكثر من ستة أسابيع على اندلاع الصراع المسلح بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، وبين «قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي فإن كثيرين يسألون عن السيناريوهات المتوقعة لهذا الصراع الدموي الذي يراه كثيرون عبثياً
لا
تزال أزمة السودان تضع لنا علامات استفهام عدة تفرض نفسها وسط مشهد ضبابي يحلق بالسودان دون أفق لانفراجه وباتت هذه الازمة تضع الشعب والدولة في مفترق الطرق بين التلويح باستخدام القوة المميتة في مواجهة قوات الدعم السريع في تصريح فريق عبدالفتاح البرهان إذا لم ينصع العدو أو يستجب سنضطر لاستخدام أقصي قوة لنا وهذا سوف يؤدي الي استمرار الاقتتال واتساعه إلي مناطق اخري خارج الخرطوم .
التوقعات المستقبلية تزيد منسوب المخاوف، فوكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، تتوقع تدمير البنية التحتية الاجتماعية والمادية، وهناك عواقب اقتصادية دائمة على السودان في حال استمرار الحرب، ومن شأنها التأثير على البنوك الإقليمية التي تستعين بها السودان في التمويل، وكذلك رفع نسبة القروض وتأثر معدلات السيولة في بنوك البلاد.
وفقاً لأحدث بيانات منظمة اليونيسيف، غير أن الأمم المتحدة توقعت أن أكثر من ثلث السكان في السودان سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في عام 2023، بسبب زيادة النزوح والجوع.
لا شك أن استمرار الحرب سيقود إلى انهيار تام، ربما تكون له نتائج كارثية على مجمل الأحوال الاقتصادية والمعيشية، مما يزيد من قتامة المشهد.
وفي اخر التطورات علي الساحة السودانية جاءت لتؤكد انها مع أى حل ينهى الحرب الدائرة حاليا. وهذا يشير إلي تغير لهجة البرهان وميله إلى تبنى وسائل تفاوضية لإنهاء الحرب من أجل مصلحة الشعب السودانى ومستقبله بعد مضى أكثر من شهرين على هذه الحرب التى أجهضت أحلام السودانيين فى الانتقال إلى حكم مدنى سلمى. فما بين القوة المميتة وحل ينهى الحرب مسافة كبيرة من الوسائل والإمكانيات.
وقبل أن يدخل السودان العظيم في مساحات يصعب الخروج منها، أستطيع القول إن الفرصة لا تزال قائمة لإنقاذ الدولة وشعبها، لكنها فقط تحتاج إلى الإرادة والعزيمة والتضحية من الأطراف الفاعلة في معادلة الحرب.. فالوقت لن يكون في صالح أحد.. والتاريخ لن يرحم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.