ميرنا محمد تكتب | مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الواقع

0

تتميز كل مرحلة زمنية باختراع أو اكتشاف مميز يغير من طبيعة هذه المرحلة تمامًا، بل وينقلها نقلة كبيرة نحو المستقبل، ويفتح طرقًا جديدة لم يفكر فيها العلماء من قبل. والذكاء الاصطناعي من أهم الاختراعات الحديثة التي غيرت مسار البشرية في واقعنا المعاصر وستغير مستقبله بشكل أكبر.
الذكاء الاصطناعي هو قدرة الكمبيوتر الرقمي، أو الروبوت المتحكم فيه، على أداء المهام المرتبطة عادةً بالكائنات الذكية. ويرتبط المصطلح بالقدرة على تطوير أنظمة تتمتع بعمليات فكرية مميزة للبشر؛ مثل القدرة على التفكير، أو اكتشاف المعنى، أو التعميم، أو التعلم من التجارب السابقة.
إن تاريخ الذكاء الاصطناعي مثير للاهتمام؛ إذ راود العلماء هذا الحلم منذ فترة طويلة في الماضي. ويعود تاريخه إلى بدايات القرن العشرين، عندما عرف الخيال العلمي مفهوم الروبوتات الذكية. فقدم الكاتب التشيكي كارل تشابيك في عام 1920 مسرحية خيالية علمية، ظهرت فيها كلمة «روبوت» لأول مرة. ولاحقًا، ظهر جيلًا من العلماء وعلماء الرياضيات والفلاسفة، بينهم العالم البريطاني الشاب آلان تورينج الذي قدم أبحاث علمية مهمة عما عُرف فيما بعد باسم «آلة تورنج» والتي شكلت أساسًا للبحث حول الذكاء الاصطناعي. وهذا وفقا ما نشرته مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي.
منذ بدء تطوير الكمبيوتر الرقمي في أربعينيات القرن الماضي، أُثبتت إمكانية برمجة أجهزة الكمبيوتر على القيام بمهام معقدة للغاية. وعلى الرغم من التقدم المستمر في سرعة معالجة الكمبيوتر وقدرة الذاكرة، لا يوجد حتى الآن أي برامج يمكنها التوافق مع مرونة الإنسان في مجالات أوسع، أو في مهام تتطلب كثير من المعرفة اليومية؛ لذا يطمح العلماء إلى تطوير الذكاء الصناعي ليحاكي ذكاء العقل البشري ومرونته، وربما يتفوق عليه في مرحلة ما.
لكن ما شكل الذكاء الاصطناعي في العصر الحالي؟ من «سيري» SIRI إلى السيارات ذاتية القيادة، يتقدم الذكاء الاصطناعي بسرعة مذهلة في عصرنا الحالي في حين يصور الخيال العلمي الذكاء الاصطناعي غالبًا على أنه روبوتات ذات خصائص تشبه الإنسان. فيمكن أن يشمل الذكاء الاصطناعي أي شيء من خوارزميات البحث من «جوجل» Google، إلى «واتسون» Watson – نظام حاسوب للذكاء الاصطناعي تابع لشركة آي بي إم IBM ويفهم لغة البشر ويجيب عن أي أسئلة تطرح عليه – إلى الأسلحة ذاتية التحكم.
السؤال هو هل هناك خطر من استعمال الذكاء الاصطناعي؟ منذ بداية التفكير في الذكاء الاصطناعي، هناك مخاوف دائمة من تمرده ومحاربته للجنس البشري؛ لكن ما حقيقة هذه المخاوف؟ يتفق معظم الباحثين على أنه لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُظهر عواطف إنسانية مثل الحب أو الكراهية، وأنه لا يوجد سبب حتى يصبح الذكاء الاصطناعي خاطئًا أو خبيثًا.
هكذا نجد أن القلق بشأن الذكاء الاصطناعي المتقدم ليس لاحتمالية خبثه وتحديه للإنسان، بل لزيادة كفاءته عن الحد اللازم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.