مينــا راشــد يكتب | رهانات الحوار الوطني

0

يجب أن نعلم أن الوطن مر بحوارات وطنية عدة في العقود الأخيرة، لكن منذ ثورة يوليو 52 لم يشهد الوطن حوارًا مثل هذا الحوار الوطني، فإن ما يميز هذا الحوار عن ما سبق هو عدم تحديد أهداف مسبقًا ولكن الهدف الأساسى والعام والذي أتفق عليه الجميع، هو أولويات عمل الحوار الوطني بإشراك الجميع، وذلك لأن الرئيس ليس له حزبًا أو اتحادًا مثلما حدث في العهود السابقة، وإنما دعا كل القوى الوطنية لتحديد أهم الأهداف والأطروحات للنقاش وهذا هو التغير الجذري عن أي حوارات سابقة؛ حيث إنه منذ اللحظة الاولى من إعلان سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية عن يقين راسخ في حوار وطني حقيقي يكون شاملًا وفاعلًا وحيويًا يحتوي على كل الآراء ويجمع كل وجهات النظر ويحقق نتائج ملموسة ومدروسة اتجاه كل القضايا على المستويات جميعها، ومنذ تلك اللحظة وقد بدء جميع التيارات الشبابية والأحزاب السياسية والنقابات المهنية والعمالية والجمعيات الأهلية في مصر قامت بتشكيل لجان متخصصة لبدء تحديد المشكلات على محاورها الثلاثة السياسية والاقتصادية والمجتمعية ووضع رؤى وحلول.

أوضح المستشار محمود فوزي، رئيس اللجنة الفنية للحوار، أنهم تلقوا 180 ألف استمارة ومقترح منذ فتح باب التقديم، وتم تشكيل مجلس أمناء مكون من 21 عضوًا من أهم القامات والخبراء الوطنية لإدارة الثلاثة محاور (الاقتصادية، والسياسية، والمجتمعية) وتشكيل 19 لجنة فرعية مكونة من 44 مقرر ومقرر مساعد لمناقشة 113 قضية مختلفة، ويشارك في الجلسات النقاشية ممثلو الأحزاب والتيارات السياسية وباحثون وخبراء متخصصون وممثلو الجهات المعنية ومقدمو المقترحات.
منذ الجلسة الأولى النقاشية وتم طرح كل المشكلات والمخاوف والأطروحات بكل حرية وأمام الجميع وبمختلف وجهات النظر وهذه هي الجمهورية الجديدة التي نحلم بها والتي تساع الجميع، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر من تلك الملفات: ملف السياحة وملف الاستثمار وملف حرية الرأي، وغيرها من الملفات.

رهانات المواطن المصري أن الحوار الوطني يحمل على عاتقة مسؤولية ليست بقليلة اتجاه الوطن واتجاه كل الذين شاركوا وقدموا اطروحات بمختلف ايدولوجياتهم، ويراهن المواطن المصري على ثقة الدولة المصرية وصاحب تلك الدعوة، حيث دعا الجميع إلى بذل الجهود لإنجاحها واقتحام المشكلات والقضايا وتحليلها وإيجاد الحلول والبدائل لها واثقين في دعم سيادته المستمر لهذا الحوار وتهيئة كل السبل لإنجاحه وتفعيل مخرجاته في إطار من الديمقراطية والممارسة السياسة الفاعلة. متمنين من الله عز وجل أن يكلل جهودنا جميعا بالنجاح والتوفيق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.