مي الوزير تكتب | الإعلام بين صناعة الأزمات وإدارتها

0

تشهد مصر فترة من الجدل الكبير حول دور الإعلام في صناعة الأزمات وفن إداراتها، حيث يرى البعض أن الإعلام هو من يصنع الأزمة ويصدرها للمجتمع، ويكون السبب في تصديقها بل وتعقيدها في بعض الأحيان، كما أنه لا يمكن الاعتماد على وسائل الإعلام في معرفة الحقائق، والبعض الآخر يرى أن لوسائل الإعلام دور فعال وإيجابي، نحو مواجهة الشائعات ومحاولات التصدي لها
إن عملية تفعيل دور الإعلام في مواجهة الأزمات يتوقف على التعاون مع الجهات المعنية، الرسمية، والمجتمعية سواء، وما تتيحه تلك الجهات من حقائق وبيانات من ناحية، ووضع المعايير والضوابط التي تنظم عمل الإعلام من ناحية آخرى، خاصة وأن الإعلام أصبح في السنوات الماضية من أهم أدوات إدارة الصراعات السياسية بين الدول، حيث يتم توظيفها في شن حملات إعلامية تنال من رموز الدول، وتشكك في مواقفها السياسية وزعزعة اقتصادها.
ويكمن من هنا دور الإعلام ومؤسساته في جميع دول العالم فهو مصدر الترويج الايجابي لبلده سواء اقتصاديا،اجتماعيا ،سياحيا،
فنرى وكالات الأنباء تعمل ليل نهار لإيصال صوت بلدها للعالم أجمع ومحاولة كسب تأييدهم، حتي وإن أخفت حقائق وصنعت أخرى، فهي لديها سياسة واضحة تجاه بلدها خارجياً وتوصيل صورة متكاملة عنها .
_ مما لاشك فيه أنني هنا لا أريد تضليل المجتمع ونشر أكاذيب قد تحول بين المواطن ومعرفة حقوقه، ولكن يجدر بالإعلام المصري الإسهام في تنمية وعي المجتمع المصري ومحاولة كسب ثقته أولاً وأخيراً ويأتي ذلك عن طريق قول الحقيقة ونشرها وعدم الاستخفاف بعقولنا، وضرورة تفعيل دور المراقبة الإعلامية على كل ما يذاع أو ينشر، أيضاً غلق القنوات التي تبث بساعات محددة مقابل أجر أو تقنينها وضبطها، فهي ليس لها هدف سواه فلو علمت عن ميثاق الشرف الإعلامي لاتخذت منه منهجاً في ماتنقله للمجتمع، يظل الطالب خلال سنوات دراسته يدرسه وحينما يخرج لسوق العمل يصطدم بتلك القنوات ولا ألوم الطالب أو من يبحث عن العمل في الإعلام فلو أتيحت له فرصة تمكنه من ثقل مهاراته والاستفادة منه بل واستثماره ليكون قدوة للآخرين لما إتخذها ملجأه، ومن هنا تتولد الأزمات وفقد الثقة المفرطة بين المجتمع والإعلام .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.