مي الوزير تكتب | نتفليكس وتشويه الحضارة المصرية

0

أثارت المنصة الشهيرة نتفليكس منذ فترة نيران الغيرة والغضب لدى الكثير من المصريين منذ أن تم الإعلان عن إصدار فيلم يحاكى تاريخ حياة الملكة كليوباترا، وقد ظهرت فيه البطلة بملامح أفريقية حادة ذات بشرة سمراء بعكس ما هو متعارف عليه حيث كانت الملكة كليوباترا ذات ملامح أوروبية يونانية كما تظهر في التماثيل الخاصة بها وأكدها العديد من المؤرخين.
يرجع ظهور شركة نتفليكس منذ عام ١٩٩٧ حيث تم تأسيسها في أمريكا بهدف الترفيه إلى أن توسعت في عام ٢٠١٣ وبدأت في بث فيديوهات وبرامج تليفزيونية على الإنترنت باشتراكات شهرية وسنوية.
لم يخف على أحد محاولاتها في تشويه القيم في مجتمعاتنا وتصدير بعض السلوكيات التي تناهض قيمنا وديننا أيضا، ومن هنا نتساءل، هل هى مؤامرة بالفعل لطمس الهوية والحضارة المصرية أم مجرد شكوك؟
الحقيقة باتت واضحة وضوح الشمس أنها مؤامرة لتشويه الحضارة المصرية والمصريين، حيث لم تكن المرة الأولى التي تحاول فيها تصدير صورة مغايرة عن الحضارة المصرية.
كانت المرة الأولى حينما أصدروا فيلم كرتون تدور قصته عن أن المصريين القدماء ليسوا بناة الأهرامات، إلى أن أعلنوا عن إنتاج فيلم للملكة كليوباترا وتبين أنه فيلم وثائقي وليس دراميًا.
السبب وراء ظهور البطلة ذات ملامح أفريقية وبشرة سمراء يرجع إلى حركة الأفروسنتريك التي ظهرت منذ عشرينيات القرن الماضى، تعتبر الأفروسنتريك هى أيديولوجية وفكر أمريكي تسعى منذ نشأتها إلى القضاء على كل ما هو لونه أبيض والانتصار بالتعصب لأصحاب اللون الأسود.
تزعم حركة الأفروسنتريك أن المصريين القدماء هم في الأصل أفارقة والآثار المصرية ليست مصرية أيضًا، والمصريون الآن هم من جنسيات مختلفة لا علاقة لهم بالمصري القديم الذي هو في اعتقادهم أنه أفريقي، محاولين إثبات ذلك بالعادة المصرية القديمة لكسر أنف التماثيل لإخفاء الملامح الأفريقية، والحقيقة أنها كانت عادة دينية قديمة لاعتقاد المصريين القدماء أن التماثيل تتنفس لذلك يتم كسر أنفها حتى لا ترجع للحياة.
تسير نتفليكس على خطى الأفروسنتريك وتحاول تشويه الحضارة المصرية القديمة وإخفاء الهوية المصرية، ومن هنا علينا تسليط الضوء على أجيالنا القادمة وتزويدهم تاريخيًا وفكريًا حتى لا يكونوا عرضة لخطر المحاولات الهجومية على تشويه حضارتنا وجعلهم فريسة سهلة للعب بعقولهم.
لذا علينا النظر في أهمية حصص التاريخ منذ المراحل التعليمية الأولى، وعمل زيارات ميدانية للأماكن التاريخية والتراثية للمراحل العمرية المختلفة حتى ينشأوا نشأة تاريخية سليمة، ويكون لدينا من هم قادرين على الدفاع بأنفسهم دون شك عن حضارة أجدادهم وتراثهم الفكري والثقافي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.