مي وائل يكتب | الحنين ليس سجنًا

0

حيث كان التوترُ من امتحانٍ صعبٍ هو أكبر همومنا. حيث كانت الصباحات تبدأ بجرعة كافيين في الكافتيريا، والليالي تنتهي بمناقشاتٍ لا تنتهي عن “مستقبلنا” بينما نحن جالسون على أرصفة الكلية، نضحك على أشياءَ تافهةٍ نعد نتذكرها حتي اليوم. لازلت اشتاق الي الجامعة بهذا القدر لأنها كانت آخر محطة براءة قبل أن نلقي في بحر المسؤوليات لأنها هي التي جمعت بين الحرية والبساطة ،، الحرية لان اول مرة نشتر فيها أننا كبار بعيداً عن عيون الأهل
والبساطة لان همومنا كانت واضحة ” نجاح- رسوب- حب- صداقة”
اليوم حتي لو أصبح راتبك اكبر من مصروفك الجامعي وحتي لو اشتريت كل ما تحلم به ستجد نفسك تسرح الي تلك الأيام الذي افتقدتها دون أن تدرك أنها كنز حينها صار الحنين الي الزملاء الذين صاروا غرباء الذين شاركوا مذكرات آخر لحظة وساندوك في أصعب ظروفك والذين ربما لم تعد تعرف عنهم شيئا الآن إلا من خلال “ستوري” علي انستجرام ، تفاصيل صغيرة مازال الحنين لها مثل رائحة الكتب المستعارة من المكتبة ،لحظة إنهاء المحاضرات ، حتي تلك المقاعد الغير مريحة التي كانت تسبب ألم الظهر ،،مع ذالك الحنين الحقيقة الأهم أن الجامعة لم تكن مثالية كما تزكرتها ،نعم نحن نرسم الماضي بفرشاة وردية لكننا لم ننسي أننا كنا فيها قلقين أيضاً خائفين من المستقبل ،منهكين من السهر قبل الامتحانات ،غاضبين من بعض الأساتذة ،لكن الجمال كان في براءة التجربة في أننا كنا نعيش اللحظة دون أن ندرى أنها ستكون ذكري يوما ما ،الجامعة هي ذالك الفصل الذي تعلمنا فيه أن اجمل اللحظات هي التي لم نكن نعرف انها لن تتكرر ،، كن شاكراً لتلك الأيام التي صنعت منك الشخص الذي انت عليه اليوم ، حتي الألم فيها كان ضرورياً
اصنع ذكرايات جديدة جديدة ابحث عن متع الحاضر لتكوين ذكرايات مستقبلة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.