م. محمد خالد أبو طيرة يكتب | الأزمة الاقتصادية العالمية

0

ان الاقتصاد العالمي يشهد ازمة وانتكاسة حادة، وهو ما يرجع إلى الحرب الروسية الأوكرانية فمن خلال النظر الي أسواق السلع الأولية والتجارة والوساطة المالية نجد ان روسيا من كبار موردي النفط والغاز والمعادن، كما ان أوكرانيا من كبار موردي القمح والذرة. لذلك فقد أدى التراجع في إمدادات هذه السلع الأولية للعالم إلى ارتفاع حاد في أسعارها.
ما مدي تأثير الأزمة على اقتصاد العالم؟
نظراً لتراجع الإمدادات في السلع الأساسية وهو ما ترتب عليه زيادة الأسعار ونقص السلع وزيادة التضخم فقد اصدرت تقارير من صندوق النقد الدولي تتوقع تراجع معدل النمو العالمي من 5.9 % في 2021 إلى 4.4% في 2022 وكذلك استمرار ارتفاع التضخم خلال الفترة القادمة، مسجلا في المتوسط 3.9% في الاقتصادات المتقدمة في 2022 و5.9% في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية مثل مصر.
ما مدى تأثير الأزمة على مصر؟
لا شك ان العالم يمر بأسوأ ازمة اقتصادية منذ زمن بعيد وهو ما ادي الي غلاء السلع الغذائية بشكل كبير، ولكن هل تأثرت مصر بشكل مباشر خلال الربع الأول من العام الحالي؟ في الحقيقة لم تتأثر مصر بشكل مباشر بالحرب الروسية الأوكرانية بسبب الاكتفاء الذاتي من الغاز والنفط والمواد البترولية والقمح الذي يتوفر منه مخزون يكفي لتسعة أشهر لذلك لم يكن التأثر بشكل كبير خلال الفترة الاولي من الحرب.
ولكن من اين جاءت زيادة الأسعار في مصر؟
من خلال دراسة الشعب المصري نجد دائماً ان سياساته لم تتغير منذ عقود وذلك حين السماع بالأزمات الاقتصادية او الحروب فنجدهم ينقسمون الي مجموعتين. مجموعة يقوم بشراء كل المستلزمات والسلع المتوقع غلائها فيقوم بتخزينها وهو ما يترتب عليه نقص حاد في السلع بالأسواق وبالتالي احتكارها وزيادة أسعارها ومجموعة تقوم باحتكار السلع المطلوبة ويقوم باستغلال المشترين لحاجتهم لتلك السلع فيقوم بتعطيش السوق واحتكار السلع ورفع سعرها ليجني أكبر قدر من الارباح خلال فترة قصيرة دون النظر بجودة وسعر المنتج.
سبل ترشيد الاستهلاك خلال الأزمات..
ان زيادة الحملات التموينية والهيئات الرقابية من اجل ضبط السوق المصري لن يؤدي بثماره الا بتغير سياسة الشعب المصري وزيادة الوعي لدي المواطنين في الشراء. فمع استمرار الأزمة الحالية يجب البحث عن سبل ترشيد الاستهلاك وتغيير سلوك الاستهلاك للمواطنين والتميز بين السلع الأساسية والسلع الاختيارية من حيث الشراء وتأجيل شراء اي سلع ليست بالأساسية خلال تلك الفترة لان قيام المواطنين بترشيد استهلاكهم، يساعد أيضا الدولة في ترشيد الكميات التي تستوردها.

* م. محمد خالد أبو طيرة، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.