نادية خلوف تكتب | البُعد الطبقي لقضية المناخ

0

من هو المسؤول عن تلوث البيئة ؟لا شك أن الدول الغنية هي المسؤولة و بالتحديد الغرب .مواكب الرؤساء وحدها كانت كفيلة بتسميم البيئة ، وليس تلويثها كان هنا لقاءات ومصافحات ، وكل شيء مهيء قبل انعقاد القمة ، و القمة هي مجرد بروتكول .
في خطاب بوريس جونسون الافتتاحي ، في غلاسكو: “لدينا الأفكار. لدينا التكنولوجيا. لدينا المصرفيون.” نعم لديهم كل تلك الأشياء ، لكن ضحايا الغرب لا يحتاجون إلى مواقف جونسون الجيمس بوندية ، فقط يحتاجون إلى العدالة المناخية .
تلك الحروب العبثية على أراضي الدول الفقيرة أدت إلى تقويض القيم وسيادة العنصرية ، وظهرت الدول الغربية بمظهر المنقذ ، وقد
استمرت الدول الغنية في نهب الفقراء ، غالبًا من خلال الحكومات الوكيلة التي نصبتها وسلحتها.
أطلقت الثورات الصناعية منتجات النفايات في أنظمة الأرض. في البداية ، تم الشعور بأشد الآثار خطورة في الدول الغنية ، التي تسمم هواءها وأنهارها ، مما أدى إلى تقصير حياة الفقراء. انتقل الأثرياء إلى أماكن محاطة بالخضرة ، ولا يتم إلقاء القماة بها، اكتشفت الدول الغنية أنها لم تعد بحاجة إلى صناعات ملوثة للبيئة ، يمكنهم جني الثروة التي تصنعها الأعمال القذرة في الخارج.
وقعت مجموعة من 25 دولة ، بما في ذلك كندا والدنمارك وإيطاليا والولايات المتحدة ، مع مؤسسات مالية عامة ، بيانًا مشتركًا بقيادة المملكة المتحدة بشأن إنهاء الدعم العام الدولي لطاقة الوقود الأحفوري بلا هوادة بحلول نهاية عام 2022. إعطاء الأولوية لدعم التحول إلى الطاقة النظيفة ، والذي يمكن أن يحول ما يقدر بنحو 17.8 مليار دولار سنويًا في الدعم العام من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة
يشدد عالم المناخ يوهان روكستروم على 10 رسائل علمية يجب أن يعرفها كل مفاوض في غلاسكو. إحداها أن الاستقرار عند 1.5 درجة مئوية من الاحترار لا يزال ممكناً من خلال إجراءات عالمية فورية وجذرية. التكاليف مرتفعة ولكن تبررها فوائد فورية متعددة على صحة البشر والطبيعة. وقال: “أرى بشكل متزايد علامات واعدة على الاعتراف بأننا قد تجاوزنا نقطة التحول إلى انتقال لا رجعة فيه إلى نظام طاقة خالية من الأحافير في العالم ، لكنه يسير ببطء شديد

عن ماذا يتحدثون ؟
لا أعتقد أنّ الدول الفقيرة مهمتمة بهذا الكلام ، فقد أفقرت الحكومات التابعة للغرب الشعوب وجعلتها تثور على الظلم، ثم تثور على بعضها ، وثم يصبح القتل على شكل مجازر يومية .
إذا كانت الطّاقة النظيفة قد بدأت تأخذ طريقها في الغرب ، فإن جميع الأشياء في الدّول الفقيرة ملوّثة الجو، الأرض، الطعام، حتى الدّواء ملوّث، فحتى لو انخفضت نسبة التلوث سوف تيبقى هذه الدول مكاناً صالحاً للتلوّث ، وسوف يحرص الغرب على استمرار الصراع في تلك الدول ، لكنه سوف يحاول أن يصور نفسه منقذاً ، وسوف يبقى الفرد في الدول الفقيرة لا يتمتّع بعدالة مناخية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.