نهلة سعيد تكتب | التضليل السياسي ووعي المتلقي

0

نعيش اليوم عصر منصات التواصل الاجتماعي، حيث الأفق المتحرر والفضاء الواسع، ونشر الآراء والمعتقدات بسرعة فائقة، تتجاوز العوائق الجغرافية والزمنية، حتى أصبحت المعلومات والأخبار عابرة للقارات. إلا أن هذا لا يعني نقل الحقيقة كاملة ضمن الحدود الأخلاقية والمصداقية؛ فإمكانية غياب المعايير الحقيقية في نشر الصورة الصحيحة، تجعل المعلومات عُرضة للتشويه والتضليل.
للحفاظ على وطننا الغالي، الذي يخضع للعديد من المؤامرات، يجب أن ندرك جميعًا انتشار المعلومات المضللة ذات البعد السياسي على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تُستخدم للتأثير على الوعي الفردي، وتأجيج الوضع السياسي والاجتماعي، وتزييف الحقائق، ما يجعل الأفراد في المجتمع أكثر عرضة للتضليل السياسي. وتزداد هذه الظاهرة بوضوح نتيجة التخطيط والتدبير من قبل البعض. علينا جميعًا أن نكون على قدر المسئولية، وأن نلتف حول وطننا الغالي ضد من يحيكون الدسائس لنا، وأن نتعلم كيفية قراءة الأخبار، والتحقق من صحتها، وألا نجعل وسائل التواصل الاجتماعي مصدرنا الوحيد، حيث أصبحت مرتعًا للمؤامرات، التي تُحاك لهذا الوطن.
على الرغم من الأهمية الكبيرة للوسائل التكنولوجية الحديثة في حياتنا وفي التعليم، فإنها أصبحت تتيح للبعض نشر معلومات مغلوطة أو خطاب سياسي مشوّه بسهولة، وحتى نشر فتنة طائفية، ما يجعلها تنتشر بسرعة بين جمهور واسع. فالعالم ينفق المليارات، لتعكير صفو المواطن العربي والمصري بشكل خاص، وتفكيك قوى الدولة، وزرع السخط في نفوس المواطنين تجاه ما تحققه الدولة من إنجازات.
إن عقاب هذا النوع من الأكاذيب والتضليل عند الله عظيم، فالعقاب والجزاء يأتيان بقدر الضرر المترتب على القول والفعل. لذا، يجب أن ندرك جميعًا أن هذه الأكاذيب، تجد بيئة خصبة في المجتمعات، التي تفتقر للوعي، ويسود فيها الجهل. ويقع على عاتق المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية والفنية، أن تتضافر جهودها، لتهذيب النفوس، وغرس القيم والأخلاق في الأفراد، وتعزيز قيمة الانتماء وحب الوطن، منذ الطفولة المبكرة. يجب أن نُوعي المجتمع بألا يردد كل ما يسمعه أو يشاهده من أخبار دون التأكد من مصداقيتها، لنحافظ جميعًا على وطننا العظيم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.