نهلة سعيد تكتب | القوى الناعمة في مصر.. أين كنا وكيف أصبحنا؟

0

القوى الناعمة، تعني قدرة الدولة على التأثير في مختلف الأصعدة (الدول، الشركات، المجتمعات، الأشخاص) من خلال الجذب والإقناع، بدلا من اللجوء للإكراه، وأدوات القوة التقليدية. وتعتبر القوى الناعمة بمثابة القاطرة، لتعزيز دور مصر ومكانتها على الساحة الإقليمية والدولية، ومواجهة التحديات. ويؤثر هذا إيجابيا على تعزيز مكانة مصر على خريطة الاستثمار والسياحة، ويضعها في موقعها الصحيح كقوة مؤثرة في محيطها الإقليمي، بل والعالمي. لذلك احتلت مصر مواقع متقدمة في مؤشرات التصنيف الدولية، باعتبارها نموذجًا متميزًا في القوى الناعمة.
وفقًا لتقييم مؤسسة “براند فاينانس”، وهي مؤسسة تعمل في مجال تقديم الاستشارات وتقييم العلامات التجارية لمختلف دول العالم، تتواجد مصر في طليعة دول العالم، التي حققت تقدما في المؤشر العالمي للقوى الناعمة لعام 2022 بزيادة قدرها 3.3 نقطة. وعلى صعيد تقييم المؤسسة لأداء الدولة في الركائز الأساسية للقوى الناعمة، كشف التقرير عن تسجيل مصر نقاطًا متقدمة في مؤشرات عدة، منها التعليم والعلوم، حيث سجلت 3 نقاط في 2022، مقارنةً بـ 2.4 نقطة في 2021، ونقطتين في 2020. كما سجلت مصر 3.3 نقطة في مؤشر العلاقات الدولية لعام 2022.
ورصد التقرير، جهود الحكومة في الارتقاء بمؤشر التعليم، الذي يعتمد على بعض المؤشرات، مثل الريادة في مجال التعليم، قوة النظام التعليمي، الابتكار، والتكنولوجيا. أشار التقرير إلى أن مصر، احتلت المرتبة الأولى عربيا وأفريقيا من حيث عدد الجامعات المدرجة في تصنيف “تايمز” البريطاني، بإدراج 23 جامعة إضافية خلال السنوات الثماني الأخيرة. كما احتلت مصر المرتبة الأولى على مستوى أفريقيا في مجال نشر البحوث العلمية في المجلات المفهرسة عالميا عبر منصة “Scival” عام 2020. وأشار التقرير أيضا إلى تنظيم 30 مؤتمرا علميا في التخصصات المختلفة، واستضافة علماء وباحثين من دول أفريقية عديدة في عام 2022.
تناول التقرير كذلك الجهود الحكومية والنظرة الدولية في ضوء الارتقاء بمؤشر العلاقات الدولية، الذي يعتمد على بعض المؤشرات الفرعية، مثل التأثير الدبلوماسي للدولة، والعلاقات الطيبة مع دول العالم، والتضامن الدولي من حيث تقديم المساعدات أثناء الأزمات، وجهود الحفاظ على البيئة. وبهذا الصدد، تولت مصر رئاسة مجموعة الـ77 والصين في 2018، ورئاسة الاتحاد الأفريقي في 2019. كما استضافت مصر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ “COP27” في مدينة شرم الشيخ، وقدمت مساعدات طبية ومستلزمات وقائية لأكثر من 30 دولة أفريقية، لمساعدتها في مواجهة انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 16,000 حالة متضررة من السيول في السودان عام 2020. كذلك، كانت مصر أول دولة تصل إلى سوريا، لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين من الزلزال.
كما أشار التقرير العالمي إلى الاستقرار السياسي وغياب العنف، حيث سجلت مصر 14.6 نقطة في عام 2021، مقارنةً بـ 7.6 نقطة في عام 2014. ويقيس هذا المؤشر درجة الاستقرار وغياب مؤشرات العنف والإرهاب. وألمح التقرير أيضا إلى فعالية “الأقصر… طريق الكباش” في نوفمبر 2021، والتي وصفتها أغلب الصحف العالمية بالاحتفالية المبهرة، التي أعادت رونق وسحر مدينة الأقصر، مروجة لها كأكبر متحف مفتوح في العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.