نهلة سعيد  تكتب | المصافحة فى البروتوكول والإيتيكيت

0

الجزء الأول

إن أهمية المصافحة فى مجتمعنا الشرقى، تكمن فى إسهامها فى تكوين الانطباع الأول عن الإنسان. فالانطباع الأول مهم جدا، إذ يكونه المرء عادة خلال أول عشرين ثانية من أى لقاء، وهى الفترة، التى تتم فيها المصافحة. انطلاقا من هذا الأمر، تظهر أهمية المصافحة، وضرورة تعلم كيفية مصافحة اليدين بالشكل الصحيح والسليم. هذا ويذكر أن المصافحة من الممكن أن تقرب الشخص من الأخيرين، أو تجعلهم ينفرون منه. فطريقة المصافحة، وإلقاء التحية تعطى الصورة السلبية أو الإيجابية عن الشخص، وتجعل البعض، إما أن يقول ما أعظم هذا الإنسان، وما أروعه، أو أن يقول أحدهم، ما أثقل هذا الشخص على قلبى.

فالمصافحة، تكشف ما إذا كان الشخص متعجرفا أو بسيطا بشرط أن تعرف قواعد المصافحة، فأى شخص، يمكن أن يبين للآخر مشاعره أو نظرته إليه من خلال المصافحة.

مثلاً إذا أراد أحدهم أن يبين للآخر أنه لا يحترمه، ولا يقدره، ففى إمكانه فعل ذلك من خلال مصافحته بأطراف أصابعه، ومن دون النظر إليه.

ولما للمصافحة من أهمية تلجأ الدول الصناعية الكبرى إلى تعيين شخص متخصص فى فن المصافحة، ليكون فى عداد أعضاء الوفد الذين يستقبلون وفودا اقتصادية من بلدان أخرى بهدف الكشف وتحديد أى من أعضاء الوفد صاحب شخصية قوية أو ضعيفة أو قادر على اتخاذ القرار، أم أنه متردد كل ذلك، يظهر من خلال إمساك اليد، وإلقاء التحية، فصاحب الشخصية القوية الواثقة بنفسها، ينظر دائما مباشرة فى عينى الشخص، الذى يحدثه، وتكون مصافحته حيوية فى حين أن الشخص المتردد لا ينظر ثابتا إلى وجه الشخص، الذى أمامه، وتكون مصافحته خاطفة، أما المرتبك، فينظر إلى أعلى، أو إلى أسفل، أو إلى أى مكان أخر.

فالمصافحة غالبا ما تفضح الشخص، الذى لا يتقن قواعدها خاصة خلال عمليات التفاوض المهمة، حيث تكشف المصافحة عن أماكن الضعف أو القوة.

وبالتالى، فى حال تعرف الشخص على القواعد الصحيحة للمصافحة، لاسيما فى اللقاءات الدولية والمفاوضات الكبرى، فإن أى أحد لن يتمكن من كشف حقيقة شخصيتك، لأنك تكون كمن ارتدى قناعا، ليخفى معالم وجهه.

ويقدم الخبراء مجموعة من النصائح، التى تساعد الناس على تأدية مصافحة مثالية، تجعلهم ينالون استحسان الآخرين، وتظهرهم أصحاب شخصيات قوية وواثقة بنفسها.

ففى هذا الإطار عندما تصافح أى شخص، يجب أن تنظر إليه، ومن الأخطاء الشائعة فى مجتمعنا أنه أحيانا عندما تصافح أى شخص، فإنك تنظر للشخص الآخر الواقف بجانبه، وهذا أمر خاطىء، وخطأ فادح فى إيتيكيت المصافحة، وذلك لأنك لابد أن تنظر للشخص ذاته، الذى تصافحه، وتبتسم له، لتبين له مدى اهتمامك به.

ومن الأخطاء الشائعة أيضا فى فن المصافحة، تشابك الأيدى أثناء المصافحة، فنلاحظ أنه عندما تكون هناك مجموعة من الأشخاص واقفين للمصافحة، يحدث هرج ومرج خاصة عندما يقوم الشخص، الذى يصافح بالتحدث مع شخص ثان، أو يمد يده لمصافحة شخص آخر فى الوقت ذاته الذى يصافح فيه الأول، فتتشابك الأيدى، ويكون المشهد خارج عن الإيتيكيت، لذلك عليك أن لا تتعجل فى المصافحة، وتنتظر لحين دور كل شخص.

ومن غير المستحب الإمساك بيد من تصافح طيلة الوقت، أو أن تبقى يدك فى يده، وأنت تسلم على الأشخاص الآخرين، لأن هذا التصرف من الممكن، أن يسبب له الإحراج، ويجب أن نعرف أنه أحيانا لا تكون المصافحة ضرورية فى كل الأوقات والأماكن، إذ يكفى أحيانا إلقاء التحية من دون مد اليد للسلام، وهذا طبقا لما يتطلبه الموقف، حسب رؤية الشخص.

 وللحديث بقية بمقالات ممتعة أخرى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.