نورهان شرارة تكتب | كيف كسبت مصر ثقة دول جوار السودان؟

0

تُعد الاسراتيجية التضامنية واحدة من أهم استراتيجيات التداولية في الخطاب السياسي حيث يستخدمها المرسل لاظهار التضامن مع المرسل اليه لاقناعه بأهمية التعاون وتوحيد الجهود نحو هدف محدد وكذلك التحفيز على المشاركة الفعالة في قضية ما.
وتتحقق الاستراتيجية التضامنية بعدة أليات وأساليب يستخدمها المرسل في خطابه لتحقيق هدفه من الخطاب ،وهنا سنقدم قراءة سريعة حول الخطاب المصري في قمة دول جوار السودان والذي أقيم بمصر خلال يوليو الجاري والذي اعتمد بشكل كبير على الاستراتيجية التضامنية والتي تفضي بدورها الى تحقيق الاقناع لدى المشاركين برؤية الدولة المصرية حول الأزمة وآليات الخروج منها.
استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خطابه بالترحيب بالحضور ومن ثم اللجو الي الية تعد هي الأشهر استخداما في الخطابات المعتمدة على الاستراتيجية التضامنية وهي الاشاريات الاجتماعية المعبرة عن مكانة السودان لدى مصر فنجده استخدم ألفاظ وتراكيب مثل ” السودان الشقيق ،البلد الجار العزيز على قلوبنا” ، كما أنه اعتمد على آلية المكاشفة في وصف الأزمة فقال ” لحظة تاريخية فارقة في عمر السودان ، أزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على المنطقة والعالم وعلى دول الجوار بشكل خاص ” وهنا أيضا قدم وصفا دقيقا وحقيقيا لمن تعنيه القضية ليحقق عنصر الاقناع لدى المرسل اليه حول أهمية القضية وضرورة التعاون من أجل حلها وهو من أهداف اعتماده على الاستراتيجية التضامنية من الأساس.
تعتبر الاستراتيجية التضامنية من الاستراتيجيات التى تخاطب شعور المرسل اليه وتبعث برسائل طمأنينة في نفسه مما يجعل للخطاب تأثير على أفعاله لذا نجد الرئيس أكمل خطابه بتوجيه الدول المشاركة بالقمة للتعاون بشأن الأزمة فقال ” مما يتعين معه على دولنا توحيد رؤيتها ومواقفها تجاه الأزمة واتخاذ قرارات متناسقة وموحدة تسهم في حل الأزمة …. الخ” وهذه التوجيهات ليست على سبيل الأمر انما على سبيل طرح الرؤية المصرية لحل الأزمة. ومن ثم بدأ الرئيس بسرد حقيقة الوضع في السودان ما آلت اليه أمور الشعب السوداني منذ بدئ القتتال من تهجير ونزوح الى الدول المجاورة وأثر العمليات العسكرية على دول الجوار موضا أن مصر مسها ما مسهم متضامنا معهم وشاكرا لهم موقفهم النبيل في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وهذا ما مهد الطريق أمامه لطرح روية الدولة المصرية ومقترحاتها لحل الأزمة و المساهمة في وقف اطلاق النار بشكل مستديم .
إن استخدام الرئيس للاستراتيجية التضامنية خلال خطابه في قمة دول جوار السودان كان اخيارا موفقا يعكس مدى درايته بطبيعة المرسل اليهم ومدى أهمية القضية محل النقاش وحرصه كذلك على الخروج من القمة بثمارها المرجوة واقناع المشاركين برؤية مصر ثم تحقيق هذه الرؤية وتحقيق الهدف الأساسي من القمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.