العبارة الأصلية هي “السياسة هي فن الممكن”، مما يعني أنها “لا تتعلق بما هو صحيح أو الأفضل. إنها تتعلق بما يمكنك فعله بالفعل”. إنها مرتبطة بالسياسة الواقعية، والفلسفة السياسية لوضع البراغماتية على أهدافك الأيديولوجية. الحصول على كل ما تريده أمر مستحيل، وفي كثير من الأحيان، يتعين عليك التنازل بشدة من أجل الحصول على أي شيء تريده. لكن في النهاية، فإن رفض المساومة يعني أنك لن تحصل على أي شيء على الإطلاق.
أحيانًا ما يتم تعميم مصطلح “فن الممكن” بمعني تجنب الكمال. الهدف هو الحصول على شيء جيد بما فيه الكفاية والمضي قدمًا بدلاً من الوقوع في حالة جمود تام بسبب الرغبة في أن تكون مثاليًا.
تظهر العبارة بشكل أكثر شيوعًا في مقولة “السياسة هي فن الممكن”. من أجل إنجاز أي شيء. سيحتاج السياسيون عادةً إلى التعامل مع المصالح المتنافسة والتوفيق بينها إن أمكن للتوصل إلى اتفاق حول كيفية المضي قدمًا. عادةً ما تكون هذه نتيجة يحصل فيها كل الأطراف على بعض ما يريدون ولكن القليل منهم يحصلون على كل ما يريدون. من الناحية المثالية، سيكون فوزًا للجميع، حيث يكون الجميع سعداء بالنتيجة النهائية.
يحتاج السياسيون في الديمقراطية أيضًا إلى أن يُنتخبوا. في هذا، يحتاجون إلى إقناع عدد كافٍ من الناخبين بأنه يمكنهم تمثيل مصالحهم وتعزيزها بشكل أفضل. إنه ينطوي على الأخذ والعطاء وتقديم التنازلات. على حد تعبير رئيس الوزراء الأسترالي السابق جون هوارد، من الأفضل أن تحصل على 80٪ مما تريد من أن تحصل على 100٪ من لا شيء. اعتمادًا على مدي الخلاف الذي قد تكون عليه المشكلة المطروحة، ربما يتعين عليك تسوية 50٪. في الأساس، تريد الحصول على ما هو ممكن. من ناحية أخري، تكمن المخاطر في عدم كونك مفاوضًا صارمًا بدرجة كافية وعدم الحصول على أكبر قدر ممكن، أو من ناحية أخري، أن تكون صعبًا للغاية وينتهي بك الأمر بلا شيء. إنه عمل موازنة.
بالطبع، فن الممكن هو أيضًا مشكلة في الأعمال وأي مسعي بشري إلى حد كبير حيث تحتاج إلى عدة أطراف ذات مصالح مختلفة ومتضاربة في كثير من الأحيان للاتفاق.
هناك مصطلح آخر يعبر عن فكرة مماثلة وهو “عدم ترك الكمال عدوًا للخير”. إذا رفضت تقديم تنازلات، والتمسك بحل مثالي، فقد لا تحصل على شيء. أو قد تحصل على ما تريد، لكن الحل “المثالي” قد يكون متأخرًا جدًا أو يكلف كثيرًا من أي مزايا قد تكون له على الحل “الجيد” تضيع.
