نور الشيخ يكتب | لماذا نحن هنا؟

0

هذا السؤال الكونى والجدلي قد نراه سهل الإجابة وبسيط الالقاء ولكن في حقيقة الأمر أنه قد يستغرق إجابته شهور أو أعوام.

نحن هنا لترويض نفوسنا الأمارة بالسوء، لنثبت لأنفسنا أننا جديرين بمتع الحياة التي نمارسها ونسعى لها بشكل يومي، نحن هنا لنكمل مسيرة الحياة وحركة الأكوان.
لم نُخلق للصراع والقتل وسفك الدماء والانتقام والعربدة، لم نُخلق لنكون أوصياء على بعضنا البعض، حتى أننا لم نُخلق لنتباهى ونتظاهر، أو حتى لنكون ضعفاء.
نحن هنا لنتسامح ونتعاون، لنتواصل في الواقع ومن خلال الحقائق لا خلف الشاشات من خلال الأكاذيب، نحن هنا لنعمل ونتمنى، ونكبر ونربى، نحن هنا لأننا أقوياء بالحق …لسنا ضعفاء به، نحن هنا لنهون الطريق، لنحارب معاً، نتكاتف سوياً، نحن هنا لا لنمارس الحرية بل نقوم بالتزاماتنا بحرية.

والدهشة الأكبر إننا حين نوصم الهمجيون منا نوصمهم بحياة الغابة، وبئس الظلم لأهل الغابة، فهم يلتزمون بقوانينهم، يتعاونون ويتقاسمون الغنائم يتحاربون في الحق ويتعاونون على الظلم، فشريعة الغابة قائمة على الرحمة.
ونتشدق بالإنسانية ونتحدث عنها ونقيم الأخرين بها، ولكن هل نتمتع بها؟ هل نمارس الإنسانية في البيع والشراء؟ هل نمارس الإنسانية أثناء ركوب المواصلات؟ في المصالح الحكومية؟ في الشارع؟ في الخلافات؟ فقط نمارسها في تربية الحيوانات.
الإنسانية يا سادة ليست كلمة أو معنى ولكنها أسلوب حياة، عطفك على خادمك انسانية، تعاونك مع الآخر إنسانية، إحقاقك للحق انسانية، البيع العادل والشراء الحكيم انسانية، عدم الوشاية والتوقف عن الحقد والحسد انسانية، الإيمان بالله قلب الانسانية.

انسانيتنا أصبحت معطوبة ومنقوصة، أصبحنا نتباهى بشهوانيتنا في الشرور والأحقاد، نتصارع على الصف الأول في الصلاة على الرغم من حضورنا المتأخر، نتكاثر بدون حساب ولا نسعي لتربية سليمة، نتقاتل على أتفه الأشياء ونترك القضايا الأساسية مهملة، هل تنقصنا الحكمة أم الإنسانية ذاتها؟
ينقصنا أن نكون خلفاء في الأرض خلفاء لبعضنا البعض في الخير، ينقصنا أن نحيا سويا وليس فرادى، ينقصنا حب الخير للغير وينقصنا الرحمة والعطف والرضا وتقبل الأخر، ينقصنا أن نحارب النفس الأمارة بالسوء لا أن نحارب بعضنا…..
في الواقع، ينقصنا الحب والإخلاص
ينقصنا حب الحياة وليس السعي نحو الموت

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.