نيرمين مصطفى تكتب | الاقتصاد البنفسجي .. تنمية وثقافة

0

أحد علوم الاقتصاد غير التقليدية والتي ظهرت في الآونة الأخيرة والذي جاء كرد فعل للخروج من الأزمات الاقتصادية للبلدان ، والذي يختلف عن اقتصاد الثقافة الذي يعتبر قطاعا بحد ذاته.

ظهر مصطلح “الاقتصاد البنفسجي” أول مرة في فرنسا في العام 2011 في الوثيقة التي تم نشرها في صحيفة لوموند الفرنسية” Le Monde” من قبل المنظمين لأول منتدى دولي حول الاقتصاد البنفسجي برعاية كل من منظمة اليونيسكو والبرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية.

هو عبارة عن تحالف الاقتصاد والثقافة، لإضفاء الطابع الإنساني على العولمة للتوفيق بين التنمية الاقتصادية والاستدامة، من خلال زيادة الاعتبار وتثمين العائد الثقافي للسلع والخدمات.

يشتمل الاقتصاد البنفسجي على مجموعة من العوامل، كإعادة التكيف الاقتصادي والسياسي العالمي لصالح البلدان الناشئة؛ حيث تصبح لكل بلد بصمتها وما يميزها عن غيرها، بموجب ثقافتها الفريدة، وتزايد الطلب الاجتماعي على الجودة بناءً على أنماط الاستهلاك الثقافي.وهو ما أدى إلى فتح مجالات عمل جديدة، كتخطيط وتطوير المدن، وآليات التسويق المختلفة، والتي تختلف بشكل كبير من ثقافة إلى أخرى، حسب طريقة توظيف الثقافة في إنتاج السلعة أو الخدمة. مما يدفع إلى خلق اقتصاد قادر على التكيف مع التنوع البشري في ظل العولمة، بالاعتماد على البعد الثقافي لإعطاء قيمة إضافية للسلع والخدمات.

من أهمية الاقتصاد البنفسجي أنه يظهر دور الثقافة الحيوي لدعم الاقتصاد، في ظل وجود الكثير من الشركات متعددة الجنسيات التي تسعى لتعزيز مسؤوليتها الاجتماعية تجاه موظفيها. ويظهر البعد الاقتصادي أيضاً في الاستراتيجيات الخاصة بالتسويق، إذ تسعى الشركات لتبني الأسلوب الأمثل للتواصل مع المستهلكين في شتى أنحاء العالم، مع الحرص على الترويج للمنتجات والخدمات التي تتلاءم مع ثقافة بلادهم.

وفقًا لتعريف الامم المتحدة يُعرف الاقتصاد البنفسجي أيضا باسم “اقتصاد الرعاية”. والذى يعترف بأهمية أعمال الرعاية وتمكين المرأة واستقلالها ودور ذلك في أداء الاقتصادات، ورفاهية المجتمعات، والتنمية المستدامة. وقد أدى تنوُّع تخصصات الاقتصاد البنفسجي وعنايته الشديدة بتعزيز الجوانب الثقافية في أداء الاقتصاد، إلى فتح فرص عمل كثيرة للعديد من المهن؛ والتى تسمى الأعمال البنفسجية وترتبط مباشرة من حيث الغاية بالمحيط الثقافي (مثل مخطط تطوير، أو تحويل منزل قديم إلى متحف، أو منح الجوائز والأوسمة المتعلقة بالثقافة للمؤسسات التي تساهم في تطوير الجانب الثقافي). (مثل وظائف المصادر البشرية أو وظائف التسويق والاتصال).

حتى لا يقتصر الاقتصاد البنفسجى على العوامل الثقافية فحسب؛ لزم دعمه بأنواع أخرى من الاقتصاد، كالاقتصاد الأخضر، الذي يهيئ الفرصة أمام الاقتصاد البنفسجي لاستخدام المكونات الأصلية المحلية، خاصةً في ظل وجود ارتباط مباشر بينهما، ومن بينها المنتجات الزراعية الإقليمية وقدرتها على الحفاظ على التنوع البيولوجي، والبناء البيئي.

إن مساهمة الاقتصاد البنفسجي في خلق البيئة الثقافية المتنوعة الثرية يجعلها محور الارتكاز في تحقيق غايات التقدم والرفاهيه وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التى باتت مسئولية الأجيال للحفاظ على جودة الحياة وتحقيق الأمن القومي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.