نيرمين مصطفى تكتب | الطيور المهاجرة بوصلة التغير المناخي

0

تعتبر الطيور المهاجرة بوصلة التغير المناخى، ويعد تغير مسارات الطيور مقياسا لزيادة نسبة التلوث واختلال التوازن البيئي، فحماية الطيور المهاجرة والحفاظ على متطلباتها الغذائية من أهم مؤشرات صحة النظام البيئي والنظام الإيكولوجي، فلا ينبغي اعتبارها مصدر للتباهى في مسابقات الصيد والترفيه للهواه أو كمصدر للتربح فقط، بل تعتبر أحد المؤشرات الرئيسية للتنوع البيولوجي.
بسبب العديد من المؤثرات والمعوقات المتعلقة بالحياة المدنية، نفقد الملايين من طيورنا المهاجرة سنويا، إما عن طريق الصيد الجائر وخطوط الكهرباء او توربينات الرياح التي تعوق مسارات هجرتها.
لم نكتفِ بذلك، بل تسببنا في قلب عادات الحياة البرية رأسا على عقب وتسببنا أيضا في ظاهرة التغير المناخي والتي نتج عنها ارتفاع درجات الحرارة وتقادم المواسم، حيث يؤثر تغير المناخ على السلسلة البيولوجية الكاملة للطيور مما أدى الى تقلص أحجام الطيور للتكيف مع التغيرات المناخية الجديدة، مما ترتب عليه ايضا وضع الكثير من الطيور لبيضها قبل الأوان، وانقراض أنواع الطيور القادرة على نثر البذور والذى يضر أيضاً بالنباتات، مما جعل الطيور الجارحة التي تتغذى على الطيور أيضًا تغير أنماط الصيد خاصتها والتي تتغذى على الحشرات التي تغير سلوكها الموسمي بدورها.
العديد من الظواهر التي تسببت في إبادة الطيور البحرية المهاجرة كظاهرة التلوث البري والبحري بالقاء النفايات البلاستيكية والمعدنية وغيرها في البحار والمحيطات وامتلاء أحشائها بالشظايا، إضافة إلى إختناقها بالشباك البلاستيكية وأيضاً ظاهرة التلوث الضوئي، التي تُعرِض الطيور للاصطدام بالمباني والالواح الزجاجية
ونظرًا لخطورة هذه الظواهر التي تهدد النظام الكوني كان من الضروري تنسيق كافة الجهود وتكاتف كل دول العالم لإنقاذ اسراب الطيور المهاجرة.
قامت مصر بتنفيذ العديد المشروعات الرائدة والمستدامة وتوقيع العديد من الاتفاقيات لحماية الطيور المهاجرة ومنها:
– مشروع صون الطيور الحوامة المهاجرة، التابع لوزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمجلس العالمي والجمعية المصرية، والفائز بجائزة الطاقة العالمية تنفيذا لاتفاقية حماية الأنواع المهاجرة، والمتضمن الإغلاق الوقتي لمحطات الرياح لرصد أنواع الطيور لضمان المسار الآمن لها.
– إنشاء محطة جبل الزيت” لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح، وهي من أكبر محطات العالم في توليد الكهرباء من حيث المساحة وعدد التوربينات والقدرات المولدة من المحطة وهي أحد أفضل المواقع لرصد الطيور في مصر وشمال شرق إفريقيا.
– تخصيص موقع مميزًا أعلى جبل الجلالة بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وجمعية حماية الطبيعة، لرصد أنواع من الطيور الحوامة حيث أصبحت مصر مزارا لسياحة مشاهدة الطيور، باعتبارها من أهم مسارات هجرة الطيور كجسر بري يربط القارة الأفريقية بآسيا والشرق الأوسط وأوروبا وتُعد دلتا النيل وساحل البحر الأبيض المتوسط موطنًا لمجموعة متنوعة من النظم البيئية الطبيعية.
– إنشاء أول مركز تجريبي لإنقاذ الطيور في شمال سيناء لتوفير الرعاية البيطرية للطيور في رحلة هجرتها وحصر الطيور المائية المهاجرة في بحيرة ناصر.
– تنفيذ برنامج لإدارة الطيور المائية المهاجرة في الأراضي الرطبة تنفيذًا لاتفاقية حماية الطيور المائية الأفريقية الأورواسيوية المهاجرة (الايوا) واتفاقية صون الأراضي الرطبة (رامسار) وتفعيلًا لمذكرة التفاهم المشتركة بين وزارة البيئة المصرية ووزارة البيئة الفرنسية.
– توقيع بروتوكول تعاون بين جهاز شئون البيئة والصندوق الدولى؛ بشأن الإدارة المستدامة لطيور “الحبارى” بدولة الإمارات العربية المتحدة والأنواع الرئيسية المتفق عليها والحد من ضغوط الصيد على المجموعات البرية لحبارى شمال إفريقيا بتخصيص مناطق للصيد المستدام كمحافظة مطروح.
أصبحنا نقتل بأيدينا طيورنا المهاجرة، وأصبح الإنسان ألد عدوًا لها! ومن هنا وجب علينا ان نتكاتف للعمل على زيادة الوعي بحتمية الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، والحفــاظ عليهــا مــن تهدديــدات تغيــر المنــاخ وتعظيــم الاســتفادة منهــا قــدر الإمــكان وتوفير القدر الكافى من المعلومات لدعم متخذى القرارمن أجل تحقيق الإدارة الرشيدة لتلك الموارد الطبيعية، وضرورة التعاون الدولي بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية وغيرها، ليس فقط لضمان حماية مسارات هجرة الطيور بل لحماية مستقبل البشرية.

* نرمين مصطفى، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، عن حزب التجمع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.