هاجر حسن حسين تكتب | إلى أين تأخذنا السوشيال ميديا؟

0

«فى المستقبل سيتمكن الجميع من أن يصبحوا مشهورين شهرة عالمية خلال 15 دقيقة فقط».

هذه مقولة شهيرة تنبأ بها الرسام الأمريكى «آندى وورهول»، وقال هذه المقولة في أواخر الستينيات من القرن الماضى، رغم أنه في ذلك الوقت لم تكن وسائل الإعلام واسعة الانتشار بما يحقق نبوءته، إلا أنها انتشرت بعد أكثر من خمسين عاما، وأصبحت السوشيال ميديا لها تأثير كبير على حياتنا؛ تأثير على الفرد والمجتمع، وأيضا الدول.

بالنسبة للمجتمع المصري، كان ظهور السوشيال ميديا في البداية مرتبطا بنشر التعاطف الإنسانى وعرض قضايا تهم الناس؛ وكان وقتها كل شىء جميلا من حيث تماشيها مع العادات والتقاليد التي تربينا عليها، وكانت السوشيال ميديا تسرى في شريان الحياة من أجل نصرة المظلوم وكسب التعاطف، وربما تورط فيها البعض بحسن نية بحيث كانت مقدمة لما يسمى «ثورات الربيع العربى».

من هنا، تبدل الوضع وأصبحنا أمام تحول مجتمعى مهم، وعلى مستوى سلوك الأفراد كان هناك توحش وتبدل في اتجاه السوشيال ميديا، الأمر الذى يحرق معه الأخضر واليابس، فقد أصبحنا في مواجهة حرب فكرية تضخ سموما لأفكار مثل الشهرة والربح السريع.

فظهرت شهوة الشهرة كالمارد الذى يقتلع القيم والحياء والأخلاقيات والأدب من جذوره، إلى أن أصاب الشباب جنون الشهرة الذى يدفعهم لعمل أى شىء لجمع أكبر عدد من المتابعين والربح المادى من ورائهم، والكارثة أن بعض الآباء والأمهات يساعدون أبناءهم على القيام بهذه الأفعال الشنيعة والكذب وخداع الجميع لكى يصبحوا «تريند».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.