هاجر سعد الدين تكتب | واقع غامض يُهدد مسار العائلة المقدسة

0

منذ قرون بعيدة، سلكت العائلة المقدسة مسارًا عبر مصر، هربًا من بطش هيرودس. تركت هذه الرحلة التاريخية أثرًا عميقًا في ذاكرة المصريين، وخلّفت وراءها العديد من المواقع الأثرية التي تُعدّ شواهد حية على هذه الرحلة المباركة. اليوم، يثير مسار العائلة المقدسة الجدل والحماس، فبينما يرى البعض فيه حلمًا سياحيًا ضخمًا ينتظر التحقيق، يرى آخرون أن الواقع الحالي للمسار يهدد بضياع هذه الفرصة الفريدة.
في عام 2018، رأت مصر في مسار العائلة المقدسة فرصة ذهبية لتنمية السياحة الدينية والثقافية والروحانية. فبادرت إلى إطلاق مشروع ضخم يهدف إلى تحويل هذا المسار إلى وجهة سياحية عالمية. ويشمل المشروع ترميم المواقع الأثرية على طول المسار، وبناء مرافق جديدة للزوار، وتطوير برامج سياحية متنوعة تلبي احتياجات مختلف الزوار. وكان من المتوقع أن يُساهم المشروع في خلق فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى المعيشة للسكان المحليين، وتعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق التي يمر بها المسار.
ولكن ما يراود اذهاننا هو غياب التطورات الملموسة على مسار العائلة المقدسة القلق حول مصيره. هل سيصبح حلمًا سياحيًا ضخمًا أم سيظل واقعًا مغيبًا؟
تواجه عملية تطوير مسار العائلة المقدسة العديد من التحديات، أهمها التمويل، حيث تتطلب تكلفته الباهظة ضخ استثمارات ضخمة من قبل الدولة المصرية. ويزداد الأمر تعقيدًا مع وجود بعض المواقع على المسار في مناطق تعاني من انعدام الأمن، مما قد يُشكل تهديدًا لسلامة الزوار. ولا ننسى ضرورة الحفاظ على القيمة التاريخية والدينية للآثار المرتبطة بنقاط المسار، والتي تُعدّ من أهم التحديات التي يجب أخذها بعين الاعتبار خلال عملية التطوير.
على الرغم من التحديات التي تواجه تطوير مسار العائلة المقدسة، إلا أن مستقبله يبشر بالخير. فالمشروع يحظى بدعم الحكومة المصرية والمجتمع الدولي، ويُثير اهتمامًا كبيرًا في مختلف أنحاء العالم. وتعتزم الحكومة المصرية استثمار مليارات الجنيهات في تطوير المسار، بما في ذلك ترميم المواقع الأثرية وبناء مرافق جديدة للزوار. وسيُساهم تطوير المسار في زيادة أعداد السياح وخلق فرص عمل جديدة، كما سيُساعد على الحفاظ على التراث الثقافي والديني لمصر. ويجب أن يتم تطوير مسار العائلة المقدسة بطريقة تُحافظ على التوازن بين السياحة والتاريخ. فالمسار يجب أن يكون وجهة سياحية جذابة، ولكن يجب أن يظل أيضاً مكاناً مقدساً يحترم قيمته الدينية والتاريخية.
تقع مسؤولية تطوير مسار العائلة المقدسة على عاتق جميع الأطراف المعنية، من حكومة ومجتمع مدني ومجتمع دولي. من خلال التعاون والتنسيق بين هذه الأطراف، يمكن تحقيق هذا الحلم وتحويل مسار العائلة المقدسة إلى وجهة سياحية عالمية تُحافظ على قيمتها التاريخية والدينية. من خلال هذا التعاون، يمكننا أن نُنعش ذاكرة التاريخ، ونُثري الحاضر، ونُبني مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.