هاجر محمد أحمد تكتب | التنمر سرطان مجتمعي (١-٢)

0

كانت مصر منذ القدم مهبط الديانات وأرض الحضارات وملتقى البلاد ودارا لكل الشعوب والطوائف والأجناس، مركزا للحضارة حيث ذاعت شهرتها في مجال الفن والعلم والصناعة. عاش الكل على أرضها سواسية، وعلى مر العصور لم تتم التفرقة بين الأفراد بأي شكل من الأشكال، ولكن للأسف لم تستمر كذلك في عصرنا الحالي حيث أصبح الشعب المصري لديه عدة أنواع من العنصرية المنتشرة في سائر مجالات حياته، وبالرغم من رفض كل الأديان للعنصرية والسخرية ضد الآخرين حيث نهى الله تعالى في عدة آيات في القرآن عن السخرية حيث قال الله تعالى في القرآن “ويل لكل همزة لمزة” كذلك هناك ايإت كثيرة في الإنجيل تنهي عن السخرية منها ” ولما لم يتعظوا بتأديب السخرية ذاقوا العقاب الآئق بالله “والكثير من الآيات والمواقف لكل الرسل تنهي عن السخرية والتنمر ذلك السلوك المهموم الذي توغل في المجتمع المصري وأصبح كالسرطان،المجتمعي الذي ينهش في جسد الوطن الواحد.

قبل التدرج لها يجب علينا معرفه التعريف العلمي للعنصرية حيث أن كلمة العنصرية أصبحت مصطلح يؤرق الجميع لأنه يعلق عليه كل التصرفات الأنانية والتطرفية بسبب الجهل بالمعنى الحقيقي للمصطلح
فالعنصرية هي الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة من البشر بشكل مختلف بسبب اللجوء للتعميمات المبنية على الصور النمطية باللجوء إلى تلفيقات علمية. كما إنها الأفعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق أو لدين أو لجنس مختلف، وأن المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها، وأن تتحكم في مصير وحياة باقي الفئات، ويطلق عليها في بعض الأحيان الشوفينية العرقية والثقافية، وهي الشعور بالاستعلاء العرقي والثقافي بأنه يتميز عن غيره بصفات لم توهب لهم.فإذا طبقنا تعاريف العنصرية على الممارسات والسلوكيات المصرية لوجدنا أننا كمصريين لدينا العنصرية المصرية المستمدة من العنصرية الحقيقية في كل صورها.. فنجد أول أنواع العنصرية هي العنصرية والتفرقة على أساس لون البشرة: فالشعب المصري لديه هذا النوع من العنصرية تجاه أصحاب البشرة السمراء او الأفريقية ، رغم أن المصريين ليسوا أصحاب بشرة بيضاء فهي في الغالب تميل للون القمحي ومع ذلك يميلون للعنصرية والتفرقة على أساس لون البشرة ويقوموا بإعطاء لقب شيكولاته أو سمرا على صاحب البشراء السمراء وهو مادفع الدولة أن تقوم بحملات إعلانية للتوعية ضد التنمر وذكرت ذلك اللقب بالتحديد.
ونجد عنصرية وتمهميش للمصريين في الجنوب، وبالأخص القبائل النوبية، الذين هم أصل مصر الفرعونية فنجد أصحاب البشرة السوداء يعاملون بقسوة وكأنهم عرق أقل، ولماذا الجميع يتغاضى عن هذا النوع من العنصرية والذي هو موروث ثقافي والأمر يصل إلى أن البعض يضع “اللون الأبيض” شرط من الشروط الواجب توافرها في شريك حياتهم أو في طلب التوظيف وكأنهم ليسوا بمصريين!وأقرب مثال هو ما يحدث من بعض المصريين على السوشيال ميديا عندما يقوموا بكتابة كلمات الغزل والثناء على “نساء” اي دولة ذات بشرة بيضاء خلال الحروب والنكبات وهو ماحدث خلال حرب روسيا واوكرنيا , على النقيض يقوم البعض بالتنمر والسخرية باللاجئين ذو الأصول الأفريقية واحيانا يوصف الأسمر بإنه الأقل جمالا . كما “يجب أن لا نتجاهل انتماءنا الأفريقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.