هاجر محمد أحمد موسى تكتب | المجتمع المدنى وثقافة التطوع
لقدخلق الله الإنسان كائن مدني بطبيعته، حيث يقصد كلمة “مدني” وفقا لتعريفات الباحثين مشتقة من “المدنية” هي الشكل المثالي لتنظيم المجتمع الإنساني. فلما لم تعد القواعد العرفية والمبادئ الأخلاقية قادرة على حل ما بين البشر من صراعات، وظهرت الحاجة الملحة إلى وضع القوانين.
فالمجتمع المدني هو أحد أشكال تنظيم المجتمعات بما يحقق التعاون بين الأفراد والجماعات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بهدف حماية حقوق ومصالح الفئات المتنوعة والتوفيق بينها.
نشأت رابطة الانتماء في دائرة المجتمع المدنى على الاختيار لا الإجبار فبينما ينتمي الأفراد إلى الدولة ويحملون جنسيتها بحكم الميلاد دون اختيار، فإنهم يكون ولائهم اختيارياً عند الانتماء لمنظمات المجتمع المدني، وذلك بناء على مصالحهم.
هذا الشكل من التنظيم الاجتماعي يتكون من مجموعة من المؤسسات المتنوعة دينية وتعليمية ومهنية وسياسية وثقافية، كالنقابات، والاتحادات العمالية، والجمعيات الأهلية، والجمعيات الخيرية، والأحزاب السياسية.
فالديمقراطية تساوى المجتمع مدني. فديمقراطية أي مجتمع تتوقف على مدي وجود مجتمع مدني. فالمجتمع المدني يسعى دوما إلى إصلاح وتصحيح أخطاء المؤسسات الحكومية والمطالبة بتعديل السياسات من خلال التنبيه إلى أوجه القصور، ووقف الممارسات التي تتعدى على حقوق الأفراد بالكشف عن الأخطاء ومحاسبة المقصر عليها. وهكذا يصبح المجتمع المدني بمثابة محامي يدافع عن المواطنين. ورغم ذلك فليست مهمة المجتمع المدني فقط العمل كرقيب، ولكن وظائفه في نفس الوقت تتكامل مع وظائف الدولة.
ورغم ذلك فميزة المجتمع المدني أنه مدني بمعنى متسامح أي أنه يقبل اختلاف الآراء، ولا شك أن انتشار أمراض التعصب والتطرف وضيق الأفق داخل المجتمع المدني قد يؤدي إلى دفع الدولة بدورها نحو عدم التسامح مع الاختلاف، فالعنف الناتج من العنصرية وعدم تقبل الآخر لا يولد إلا مزيداً من العنف.
المجتمع المدني أداة للمبادرة الفردية المعبرة عن الإرادة الحرة والمشاركة الإيجابية النابعة من التطوع . فمشاركة الفرد داخل المنظمة او الحزب يجعله يمارس حقوقه الديمقراطية، كالدخول في حوار مع الأعضاء الآخرين والتنافس على القيادة بالترشيح والتصويت في شتى انواع الانتخابات بداخل ذلك المجتمع حيث تتحول دائرة المجتمع المدنى الى مدرسة يتعلم فيها الفرد أصول الديمقراطية وألاعيبها.
حيث يتعلم الأفراد معنى الديمقراطية وهي الصفة التي تتصف بها المجتمعات العاملة بدافع “مساواة الفرص” والمحفزة برفض التمييز الذي ينتج عنه التفاوت والتدرج الطبقي.
المجتمع المدني هو القسم الغير سياسي من العيش المشترك للبشر في المجتمع الحديث، حيث أن المباديء العليا” تولي الاهتمام الأكبر للحقوق الغير سياسية.
الأدوات التى يستخدمها المجتمع المدنى
1- وسائل الإعلام السمعية والبصرية: كالصحف والإذاعة والتلفزيون، والحملات الإعلامية.
2- العلاقة مع الدولة: بتبادل المعلومات والمشورة وإعداد التقارير والأبحاث حول قضايا هامة معينة.
3-القضاء والمحاكم: حيث تلجأ منظمات المجتمع المدني إلى المحاكم للدفاع عن حقوق وحريات الأعضاء التي تعرضت للاعتداء والانتهاك على يد اي جماعة عنيفة في المجتمع.
صور العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني تتعدد وهي:
1- التنسيق: مثل التنسيق بين جمعيات الدفاع عن البيئة ووزارة البيئة (أجريوم).
2- التنافس والصدام: بين منظمات حقوق الإنسان والدولة مثل (إضرابات الضرائب التى تحدث في لبنان الآن).
الحقيقة أن علاقة المجتمع المدني والدولة ليست منافسة حيث أن المجتمع المدني لايختلف عن الدولة الديمقراطيةالتى تسعى لتنمية الأفرادقبل الموارد. فالمجتمع المدني يعد خط الدفاع الثاني عن كيان المجتمع بعد الدولة، وبمجرد أن تتعرض الدولة لأزمة يحتل المجتمع المدني موقعها ويصبح هو خط الدفاع الأول عن بقاء المجتمع على قيد الحياة .
منذ عدة سنوات قام السياسيون بإعتبار عصر العولمة عصراً يتكون فيه مجتمع مدني عالمي، فبعد أن شاهد العالم جميعاً أحداث سقوط النظم الشيوعية في أوروبا الشرقية على أيدي حركات الاحتجاج الشعبي على شاشات التلفزيون، وبدأت المؤسسات الاقتصادية المانحة للمساعدات أن تشترط على الدول النامية بإدخال بعض الإصلاحات الديمقراطية، ورغم ارتباط الدفاع عن المجتمع المدني ببعض الجوانب السلبية للعولمة فذلك لا يدفعنا لرفضه باعتباره فكرة غربية مستوردة يفرضها الغرب المتقدم على الدول الفقيرة .
حيث شهدت مصرلحركة مدنية واسعة منذ بدأت بتفعيل دور المجتمع المدنى في كافة جوانب الحياة وقام الشباب بمشاركة الدولة في صنع القرار وتقديم الأفكار وكانت البداية عن طريق المؤتمرات الرئاسية والبرنامج الرئاسي وإنشاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ليصبح القرار والخطوات القادمة بعقول شابة حتى تنافس نصر الأمم بعقول شبابها حيث شهدت السنوات السابقة طفرة في ثقافة التتطوع الشبابي حيث دعا “مؤتمر شباب العالم” الأول منذ سنوات كافة الشباب الى تعزيز ثقافة العمل التطوعي، والتى تأتي بإنشاء كيانات داعمة للعمل التطوعي بين شباب العالم والعالم العربى، والتعاون فى نشر ثقافة العمل التطوعي فى المجتمعات، نظرا لأهمية الأعمال والمؤسسات التطوعية في نبذ قيم العنف والتطرف ونشر قيم التسامح ومحاربة الارهاب بشتى أنواعه بداية من الارهاب الفكري، حيث قام الرئيس بتكريم النماذج المضيئة للتطوع والعمل الاجتماعي فى المجتمع ليجعلهم ليحث بهم غيرهم من الشباب على محاربة الارهاب كذلك ليحثهم على التطوع في النقابات، والاتحادات العمالية، والجمعيات الأهلية، والخيرية،والأحزاب السياسيه، لتجديد وعي الأجيال القادمة