هاجر محمد موسى تكتب | ثورة إعلامية ام ثورة أخلاقية

0

لقد شهد العالم في العقود الأخيرة ثورة إعلامية جامحة بسبب التقدم التكنولوجي الذي جعل المنصات الإلكترونية والسوشيال ميديا تعرض وتنشر كافة الأعمال الإعلامية ،انعكس ذلك على وسائل الإعلام من حيث قدرتها على التبليغ واكتساح حواجز الزمان والمكان بالإضافة لحواجز الأخلاق.

منذ القدم فهمنا بإن وسائل الإعلام تخاطب العقل مع العاطفة مثل البرامج الوطنية والثقافية وبرامج التوعية وغالبا تركز على العاطفة مثلما يحدث مع الأناشيد والاغاني والمسلسلات والإعلانات التى تتجه أساساإلى شحذ العواطف.

والإعلام الحقيقي يخاطب الجماهيى من عامة الشعب لذلك يجب أن يلتزم بالمعايير الأخلاقية ،وأن يكون بعيدا عن التدخل في حرية الشعب الشخصية وحرية إرادة الجماهير في اعتناق فكرة معينة أو سلوك مرفوض أخلاقيا عن طريق تحسين السيء وجعله جذاب للأجيال الجديدة مثلما تفعل بعض الأعمال الفنية، او تزوير المعلومات التاريخية وتلوين التاريخ بأحداث مضللة ،ممايشتت الناس ويخلط الناس عملا صالحا وآخرسيئا في عقولهم .

لذلك عولمة وسائل الأعلام والتطور التكنولوجي كان سببا لصعوبة السيطرة على الجبهة الداخلية في كل دولة لإن الإعلام هو وسيلة الدولة للتواصل مع الجماهير فكيف إذا غاب الرقيب.

لذلك العقلاء يجب أن يقدموا صورا ذهنية حسنة تجمل الحقائق مهما كانت وليس مايحدث حاليا.

وهذا ماوصفه هتلر عندما قال “بإستطاعتك أن تصور الجنة كما الجحيم،أو الحياة البائسة للغاية وكأنها الجنة”كذلك قال أعطني إعلاما بلاضمير أعطك شعبا بلا وعي”

لذلك أعتمد هتلر على رفيقة جوزيف جوبلز الذي تفنن في استخدام وسائل الإعلام للترويج عن الفكر النازي.

ولايعتبر هتلر الوحيد الذي علم أهمية الإعلام في الحفاظ على الدول، أيضا خلال الحرب الباردة والتى قامت بين روسيا وأمريكا وترتب عليها إنتشار الأفكار الشيوعية في العالم، لإن وسائل إعلامها نجحت في تحسين صورتها في عيون جماهير العالم .

ومثلما فعلت روسيا تفعل إسرائيل في كافة وسائل إعلامها ومن خلال السوشيال ميديا عندما تذيع أنها تريد الامن وروجوع الأسرى بالرغم من عدوانهم على أهالي فلسطين لكن إسرائيل تدعي صورة الحمل الطيب عالميا ،فإذا سمع الناس رغبة إسرائيل في الأمن من الممكن أن يصدقهم بالتزامن مع وحشية حماس ،كذلك عندما يطالبوا بتهويد غزة وكأنها من ضمن حقوقهم.

كل ماسبق يوضح دور الإعلام في التأثير على الوعي وتشكيل الرأي العام وادارة الأزمات .

لذلك يجب على مصر الرقابة الدائمة على وسائل الإعلام المرئية المختلفة للحفاظ على شخصيتها الإعتبارية ومكانتها بين الدول ،وعدم نشر مايسئ للدولة خلال وسائل إعلامها .

لإن هبوط مستوى الفن الإعلامي هو مسئولية القائمين عليه ولكن الرقابة هي مسئولية الدولة،لإن التعدد في الأعمال الفنية لاينفي بإنها جميعا أعمال مصرية تعرض واقع المصريين ،لذلك يجب إحترام الجمهور الذي يشاهد تلك الأعمال لإنهم من كافة الأوساط من الناس، الأعمال المعبره عنهم يجب أن تكون مناسبة للمستوى الإقتصادي والثقافي والإجتماعي وأن تترك رسالة محترمة تعبر عن المصريين في كل انحاء العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.