هاجر محمد موسى تكتب | ريادة الأعمال المفتاح السحري للتنمية المستدامة

0

تعتبر ريادة الأعمال المفتاح السحرى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التى تم اعتمادها عام ٢٠١٥ كجزء من خطة التنمية المستدامة ٢٠٣٠، حيث تهتم بتنمية الجانب البشرى لرواد الأعمال الشباب والشابات وتؤمن بالمساواة بين الجنسين في تفعيل المشاريع وتوفير فرص عمل لهم دون تمييز بالتالى تؤثر في البعدين الاقتصادى والاجتماعى من أبعاد التنمية المستدامة، وتعتبر من مسببات النمو الاقتصادى بما تحققه من عوائد على المجتمع، كذلك تساهم بصورة إيجابية على البعد البيئى للتنمية المستدامة بسبب ريادة الأعمال الخضراء من خلال المشاريع الخضراء والتى تساهم في الجودة البيئية في سبيل تشجيع الابتكار في مجالات الاقتصاد الأخضر للحفاظ على موارد البيئة.
وبالتالى أصبحت ريادة الأعمال بكل أشكالها مجالا قويا ومضمونا لتحقيق التنمية المستدامة في كل دول العالم، بسبب ما تقدمه من حلول مبتكرة وجديدة لكل المشكلات الاقتصادية والتى لا تتعارض مع أهداف التنمية المستدامه وتحقق عوائد إيجابية في الجانب المجتمعى الاقتصادى والبيئى.
وبذلك أصبحت الريادة وفقا للاقتصاديين أحد عوامل الإنتاج الأربعة الأساسية إلى جانب الأرض والعمل ورأس المال.
لا شك أن مصطلح «ريادة الأعمال» حقق شهرة واسعة خلال السنوات الماضية وأصبح متداولا بين الشباب بمعناه المألوف بمعنى الأفكار الجديدة أو الطرق التى تمكن من إنشاء شركة أو تطوير مؤسسة أو تطوير سلعة عن طريق الابتكار والتطوير وخلق مجال للإبداع كان يفتقر إليه أصحاب الأعمال في الماضى، حتى أصبحت مهنة «رائد الأعمال» من المهن التى يسعى إليها أغلب شباب الجيل الجديد وبذلك أصبح رواد الأعمال هم الأفراد المدفوعون بالفرص في المجتمع الذين يقودون التغيير الإقتصادى من خلال شركات جديدة مبتكرة تحقق الربح وتساهم في النمو الاقتصادى للمجتمع.
وتعتبر أغلب المشاريع الشبابية صغيرة أو متوسطة ولكنها تتميز بمحددودية رأس المال ولكنها قائمة على أفكار تتميز بالإبداع.
حيث تساهم ريادة الأعمال في إبتكار طرق جديدة لا تستنزف الموارد البيئية وتخفض نسبة التلوث وذلك من أجل الاستفادة من الموارد البشرية والطبيعية وتنعكس نتائجها على كل المجتمع وتحافظ على حق الأجيال المستقبلية وفقا لأهداف التنمية المستدامة مثل الابتكار في مجال الطاقة البديلة والتى تقلل من التلوث عن طريق الانبعاثات أو بسبب الوقود الأحفورى، أو تطوير العنصر البشرى عن طريق التحول الرقمى وجعله مؤهلا على ابتكار برامج تساهم في جعل الحياة أكثر أمانا وسلاسة، مثل مساهمة ريادة الأعمال الخضراء في دعم الإقتصاد الدائرى لمشكلة ندرة المياه وسوء استخدام وسائل الرى والانتقال للرى بالتنقيط وغيرها من الأمثلة التى حققتها الأفكار المبتكرة.
ولتفعيل ريادة الأعمال في الاقتصاد القومى قامت الحكومة ومؤسسات الدولة بدعم ريادة الأعمال عن طريق تبنى العديد من المبادرات وتشجيع الشباب على سبيل المثال «مبادرة رواد النيل، مبادرة دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مبادرة برنامج الشمول المالى، مبادرة برنامج انطلاق»، مبادرة «إيتيدا،» للحاضنات التكنولوجيا وتطوير رواد الأعمال، بالإضافة إلى تبنى وزارة التخطيط للمشاريع الخضراء.
حيث يقوم البنك المركزى بالتعاون مع كل الجامعات المصرية والوزارات بإتاحة التمويل للمبادرات وخاصة للشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة وتم إنشاء شبكة من الحضانات التكنولوجية المتخصصة في كل الجامعات كل ذلك لتجميع الجهود الشبابية وخلق بيئة تنافسية عادلة لا يتم فيها التمييز بين الأفراد على حسب النوع أو الدين أو السن بهدف تحقيق مبدأ الفرص المتساوية.
مما رفع درجة الوعى بين الأفراد وشجعهم على فهم المعايير الثقافية والإجتماعية لريادة الأعمال المجتمعية والانفتاح على الأسواق الداخلية بين رواد الأعمال وانتشار الأبحاث الوطنية التى تساهم في تطوير المؤسسات وإنتاج سلع وأفكار تجارية مبتكرة، مما يحقق النهوض بمستويات التشغيل بين الأفراد ويحقق التنمية الإقتصادية ويحسن مستوى معيشة المواطن المصرى، وبذلك تحقق ريادة الأعمال التقدم في كل المجالات التى تكفل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وكأنها المفتاح السحرى للتنمية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.