هاجر محمد موسى تكتب | فلسطين والإبادة الجماعية

0

هنا باقون كأننا عشرون مستحيل في اللد، والرملة، والجليل.. هنا .. على صدوركم، باقون كالجدار وفي حلوقكم كقطعة الزجاج ، كالصبار وفي عيونكم زوبعة من نار ..
هكذا وصف الشاعر “توفيق زياد ” صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه ،لإن الذي يجري الآن ليس بجديد والشعب الفلسطيني لم يتعب ولم ييأس منذ سنوات والدليل على ذلك المقاومة الباسلة والانتفاضات الشعبية بين فترة وأخرى وانتفاضة الأقصى مما يثبت للعالم ويقدم مؤشرا واضحا على صمود الشعب الفلسطيني في الحفاظ على أرضة والتمسك بحقه ورفضت أي محاولات لسرقة أرضة عن طريق الكيان الصهيوني والذي يحاول طمس الهوية الفلسطينية عن طريق الإستيلاء على الأرض وإبادة الشعب وتحويل مسار حياتهم إلى سيناء وهو المخطط العالمي للمشروع الاسرائيلي الصهيوني التوسعي حيث تشير النبوءة بأن شخصية الشعب التاريخية تنتهي وتتلاشى بعمليات الضم أو الإقتلاع من أرض الوطن والإلتحاق بمناطق أخرى وهذا ماحدث في القرون الوسطى خلال برامج الإبادة الجماعية في عهد الإمبراطوريات القديمة لأوروبا وآسيا وأفريقيا ،وفي عصور الغزو الاستعماري الاستيطاني وفتوح العالم الجديد في الأمريكتين وأستراليا ونيوزيلندا فقد تم إبادة شعوب هذه البلدان الأصيلة وحضارتها وتكونت مجتمعات وشعوب جديدة وافدة بالاستعمار والهجرة من أوروبا إلى الأمريكتين مما أدى إلى إبادة خمسين مليونا من الهنود الحمر في أمريكا الشمالية وأبادة سبعين مليونا من الهنود الحمر أيضا في أمريكا اللاتينية والوسطى وإبادة حضارات الإنكا في أمريكا الجنوبية والمكسيك ولم يختلف مصير شعب استراليا الأصلي عن مصير شعب الهنود الأحمر في أوطانة الأمريكية.
لم تختلف محاولات الإبادة الوحشية في الماضي عن الحاضر ولكنها تأخرت نسبيا بسبب المعاهدات الدولية والاتفاقيات بين الدول ولكن استمر المشروع الصهيوني الاستيطاني التوسعي في محاولات استنساخ الماضي بأساليب عصرية ملتوية بداية من معاهدة سايكس_بيكو، والانتداب البريطاني ووعد بلفور والذي كان يطلق عليه وعد من لايملك لمن لايستحق حيث أعطى الضوء الأخضر للانطلاق للكيان الصهيوني بإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين ،مع خدعة درامية تنص على عدم الإضرار بحق ومصالح سكان البلاد والتى من الواضح أنها تنص على الإضرار وقتل سكان البلاد والإستعمار الانتدابي وتهويد الأرض والعمل على إنهاء الدولة الفلسطينية واستبدالها بإسرائيل والتي تساعدها وتدعمها أمريكا وأغلب البلدان الأوروبية غير مبالين بالانتهاكات التي تحدث والتي تتعارض مع حقوق الإنسان والمواثيق الدولية وتعتبر من جرائم الحرب بل إنهم يتحالفوا مع المشروع الصهيوني التوسعي الذي يسلب حق الشعب الفلسطيني في أرضه عن طريق اقتراح تحويلهم إلى سيناء لاستكمال مشروعهم التوسعي لإنه لا دولة بلا إقليم وأرض ولا أرض بلا شعب، بل إنهم تمادوا وقاموا بمحاولات إبادة لشعب فلسطين تدريجيا كما يحدث الآن.
أصبح الشعب الفلسطيني محرومًا من تقرير مصيره دون غيره من شعوب العالم ومحروما من المساندة الدولية في الحفاظ على حق الحياة وهي أبسط أبجديات حقوق الإنسان ،بالرغم من ذلك تحاول الدول العربية والإسلامية وعلى رأسهم مصر حماية حق الشعب الفلسطيني في أرضه ومساعدته على الحصول على حق الحياة عن طريق إغاثته عبر معبر رفح ولكن ما هو مجموع الدول العربية ووزنها في الميزان الدولي تجاه القضية الفلسطينية وهل تكفي المساعدات والمسيرات أمام الإبادة الجماعية التي تحدث للشعب الفلسطيني ،هل يلتزم المجتمع الدولي والاتفاقيات الدولية والتي تحقق سلام متوازن أم ستبقى القضية في حالة إنفجارات سياسية حتى يتم إبادة الشعب الفلسطيني وتحقيق حلم الصهاينة.
الفترة القادمة ستحدد لعل حانت ولادة ربيع فلسطين بأيدي العرب كما يأمل شباب الإنتفاضة المغدورة كما يقول الشاعر “سميح القاسم”؛
تقدموا تقدموا، كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم تقدموا يموت منا الطفل والشيخ ولا يستسلم وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلم تقدموا تقدموا بناقلات جندكم وراجمات حقدكم وهددوا وشردوا ويتموا وهدموا لن تكسروا أعماقنا لن تهزموا اشواقنا نحن القضاء المبرم لأرضنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.