هاجر محمد موسى تكتب | نظريات الدخل والاستراتيجية الثلاثية للنمو

0

لا جدال في أن النظريات الاقتصادية، تبحث في سبل الحياة وأنماط الاستهلاك لمختلف الطبقات. ومن أهم النظريات الاقتصادية، التي ناقشت ذلك “نظريات الدخل” والعوامل المؤثرة فيه.
أشهر تلك النظريات، هي نظرية “الدخل المطلق”، التي طرحها كينز، حيث يرى أن الاستهلاك الحالي، هو دلالة في الدخل المتاح المطلق الحالي، وتتراوح قيمة الميل الحدي للاستهلاك بين الصفر والواحد، وذلك وفقًا للقانون النفسي، الذي يشير إلى أن زيادة الدخل المتاح بنسبة معينة، تؤدي إلى زيادة الاستهلاك.
أما نظرية “الدخل النسبي”، فتشير إلى أن استهلاك الأفراد في فترة زمنية معينة، يتأثر بالوسط، الذي يعيشون فيه. يثير هذا النقاش سؤالًا مهمًا: لماذا تُصنف مصر مع الدول متوسطة الدخل؟
يشير تقرير التنمية لعام 2024، وفقًا للبنك الدولي، إلى أن زيادة ثراء البلدان يتباطأ مع معدلات نموها، وأحيانًا يتوقف عندما يصل نصيب الفرد إلى 10% من الناتج المحلي السنوي، وهذا هو السبب، الذي يجعل بلدانًا مثل الصين والهند والبرازيل، عالقة في مرحلة الدخل المتوسط، رغم محاولاتها الانتقال إلى فئة الدول مرتفعة الدخل باستخدام “الاستراتيجية الثلاثية”، التي تشمل الاستثمار والتكنولوجيا والابتكار.
أشار البنك الدولي في تقريره نهاية عام 2023، إلى أن 75% من سكان العالم في 108 دول، يُصنفون ضمن البلاد متوسطة الدخل، حيث ينتجون 40% من الناتج المحلي العالمي، ويساهمون في 60% من الانبعاثات الكربونية.
في حالة مصر: بلغ الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد المصري لعام 2024، نحو 347.594 مليار دولار، بمعدل نمو 2.4% خلال الربع الأخير من العام المالي 2023-2024، ليصل معدل النمو السنوي إلى 2.4%، مقارنةً بمعدل 3.8% في العام المالي السابق.
يتم حساب نصيب الفرد عبر قسمة الناتج المحلي الإجمالي على عدد السكان، حيث بلغ عدد سكان مصر 105.9 مليون نسمة في بداية عام 2024.
بالرغم من ذلك، تُصنف مصر كدولة متوسطة الدخل، وتواجه تحديات تحولها إلى اقتصاد يعتمد بشكل أكبر على التكنولوجيا والابتكار، إذ لا يزال بعض الناس غير مستعدين للتحول التكنولوجي الكامل.
تسعى مصر، لتحقيق استراتيجية البنك الدولي للنمو المستدام عبر الاستراتيجية الثلاثية، التي تبدأ بتعزيز السياسات الخاصة بالاستثمار، تليها المرحلة الثانية التي تركز على التكنولوجيا، بما في ذلك التحول الرقمي الشامل. وأخيرًا، تعمل مصر على المرحلة الثالثة المتعلقة بالابتكار، حيث بدأت بوضع سياسات، تدعم الابتكار المحلي، مثل تصنيع الأتوبيسات والسيارات الكهربائية محليًا.
بهذا، تطبق مصر الاستراتيجية الثلاثية للنمو، وتستفيد من التجارب الناجحة لدول مثل كوريا الجنوبية وبولندا، ما يجعلها مؤهلة للخروج من فخ الدول متوسطة الدخل، والوصول إلى فئة الدول مرتفعة الدخل في المستقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.