هاجر محمد موسى يكتب | الإنسان الاقتصادي والقيادة المستدامة

0

لا جدال بأن العلماء منذ القدم قد اختاروا مفهوم الإنسان الاقتصادي لوصف الإنسان الذي لديه صفات القيادة المستدامة حيث يعتبر الإنسان الذي يتميز بالقدرة اللانهائية، على اتخاذ قرارات عقلانية يعظم بها منفعته ويحافظ على كل مكاسبة النقدية وغير النقدية إنسانًا اقتصاديًا، وفقًا لذلك يستخدم كل القرارات والوسائل التي تجعله يحقق هدفه بأكثر الطرق فاعلية وهو بذلك يستخدم خطوات القيادة المستدامة.
جدير بالذكر أن القيادة المستدامة ترتبط باتخاذ القرارات الاقتصادية مع الأخذ في الاعتبار التحديات المستدامة مما يدعم ويحقق العمل المستدام بصورة تحقق العدالة الاجتماعية والإنصاف بشكل يحقق الكفاءة والفاعلية في كل الجوانب الاجتماعية والبيئة والاقتصادية بشكل خاص.
كذلك نشأ مفهوم الإنسان الاقتصادي لأول مرة سنة ١٨٣٦أنشأة الاقتصادي “جون ستيورات ميلز” خلال مقال حول الاقتصاد السياسي وصف ميلز فيه الشخص الاقتصادي بأنه كائن يرغب في امتلاك الثروة قادر على الحكم بعقلانية على الموار المالية لتحقيق أهدافه وفقا لرغباته حيث وجد “ميلز” بأن الرفاهية جزء من رغبات الإنسان.
هناك انتقادت كثيرة حول مفهوم الإنسان الاقتصادي تتلخص بإن اختيارات البشر واهوائهم غير عقلانية في اتخاذ القرارات مما يسبب عدم منطقية وعدم شفافية وخاصة في القرارات الاقتصادية، لأنه يتحكم في الاختيارات الإنسانية مجموعة فضائل تتحكم في سلوك السوق ،وبذلك يجد الإنسان الاقتصادي تحديات أمام التصرف العقلاني بلا فضائل أمام آلية السوق التي تقوم بتسعير كل شيء لتحقيق أقصى ربح مثل تسعير السلع الضارة بالأخلاق مثل الكحوليات أو الأنشطة الأخلاقية أو تسعير التلوث مثلما انتهجت الدول مع تصاريح التلوث والانبعاثات مما تسبب في عواقب وخيمة على البلدان النامية ومثل فرض ضرائب على الكحوليات والسجائر، لذلك القوى الاقتصادية لا يمكن الوقوف امامها وتتحكم ألية الأسواق بنجاح في الحد من السلع الضارة أو حظر بعض السلوكيات أكثر من ألية الفضائل.
لأنه وفقًا “لسميث” خلال نظريته عن الوجدان الأخلاقي أنه الإنسان يعتبر بغيضًا عندما يشعر بقسوة بنفسه فقط ولا يكترث على الإطلاق بسعادة الأخرين. وبالطبع هي على النقيض مع مبادئ الاقتصاد التي تنص على تحقيق الربح وأقصى منفعة فردية، لذلك استخدام الإنسان الاقتصادي القيادة المستدامة ليحقق الاتزان بين نظريات الفضائل ونظريات الاقتصاد مما يحفظ الحياة على سطح الكوكب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.