هاجر محمد موسي تكتب | مسلسلات رمضان والعنف ضد المرأة

0

يرتبط العنف بمفاهيم النوع الاجتماعي وأدوار الرجال والنساء بناء على الأعراف المعمول بها في ظل ثقافة معينة في حقبة زمنية محددة،
ويُعرف العنف القائم عى النوع الاجتماعي بإنه أي ضرر يرتكب رغم إرادة الشخص ويكون ناتجاً عن عدم المساواة بسبب الجندر
. وعلى الصعيد العالمي، دائما ما يكون للعنف القائم عى النوع الاجتماعي أثر سلبي
أكثرعلى النساء والفتيات، ولذلك غالبا ما يستخدم هذا المصطلح بالتبادل مع مصطلح العنف ضد المرأة
ويتضح من التقديرات عى المستوى الدولي أن ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية حيث تتأذى منها نسب ليست بالقليلة من نساء العالم.
لذلك اصبحت قضية العنف ضد المرأة من ابرز الظواهر الاجتماعية الخطرة التي تهدد المجتمع، وهي من القضايا التي تناولتها المسلسلات التلفزيونية في الآونة الاخيرة وقامت بإلقاء الضوء على تلك الظاهرة التى لا يستطيع أحد إنكارها، على أمل أن تتحول هذه المشاهد لتنقل واقعا يلقى الضوء على ما يحدث، ويحاول نبذه, حيث المسلسلات امتلأت بالعديد من مشاهد تنبذالعنف الواقع على المرأة وخير مثال على ذلك مسلسل “حضرة العمدة “الذي ينبذ قضية الختان للفتيات وقضية الحجاب الإجباري للفتيات وأخرى تبرز العنف ضد المرأة مثل مسلسل ” جعفرالعمدة” الذي يعرض قضية تعدد الزوجات ولكن بصورة مهينة تجعل النساء مثل عهد العبيد والحرملك يتصارعن على قضاء ليلة حسب الجدول مع الزوج ،كذلك هناك قضية العنف الإقتصادي بسبب حرمان الفتيات من الميراث والتى عرضت في مسلسل” ام البنات”
والعنف سواء كان تعدد زوجات أو ختان للفتيات أو إجبار على الحجاب أو المعاملة المهينة بطابع كوميدي أو العنف الإقتصادي مثله مثل ان يكون تعديا أو تحرشا أو اغتصابا كلها درجات للعنف حيث تعتبر المسلسلات من اكثر المواد الإعلامية التى يتم متابعاتها من كافة أفراد الأسرة المصرية في كل الشرائح ,حيث انقسمت تلك المسلسلات إلى نوعين :
نوع يناضل من أجل المرأة ويطالب بوقف العنف الموجه ضدها ويوضح أثر ذلك العنف السيء ,ويظهر المرأة بصورة قوية تتطالب بحقوقها وتكافح من أجل تلك الحقوق, فتصبح الفتاة شخصية قوية إيجابية ترفض ذلك العنف ويصبح الشاب واعي ومدافع عن حقوق النساء
على رأس تلك الأعمال المعروضة في رمضان ٢٠٢٣ مسلسل” حضرة العمدة “والذي ألقى الضوء على قضيتين من أخطرقضايا العنف في المجتمع منذ سنوات وهي قضية الختان وقضية فرض الحجاب على الفتيات
حيث يتم ختان 72 % من الفتيات على أيدي اطباء مصريين وهي جريمة يعاقب عليها القانون المصري بالسجن المشدد لمدة لا تقل عن ٧ سنوات، وإذا كان من أجرى خذه الجريمة مزاولا لمهنة الطب أو تمريض فتكون عقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن ١٠ سنوات، وسحب رخصة مزاولته للمهنة وغلق المنشأة التي تم فيها إجراء تلك الجريمة.
حيث يعتبر مصطلح “تطبيب الختان” وفقا لتعريف منظمة الصحة العالمية بإنه بتر أو تشويه الأعضاء التناسلية للإناث على يد مقدمي الرعاية الصحية بكل فئاتهم، سواء في العيادات العامة أو الخاصة أو في المنزل أو في أي مكان آخر
وعلى النقيض هناك نوع آخر يسرد ذلك العنف بصورة جذابه تعزز الصوره بإن الرجل العنيف ذو مكانة وسلطة هو من يتحكم بالمرأة الضعيفه فيحصل على الطاعة فتصبح الفتاة شخصية مستسلمة وسلبية اذا رأت امها كذلك، و يصبح الشاب صورة لأبيه في ممارسة العنف حتى ولو كان بشكل كوميدي وهو مايعرض في أغلب المسلسلات حتى أصبحت معتادة
على رأسها مسلسل “جعفرالعمدة “والذي يعرض قضية تعدد الزوجات بطريقة مهينة للمرأة وليست كوميدية كحال مسلسل” الكبير” في أول حلقاته التى قدمت عدد لاحصر له من الإهانة للزوجه الأولى من خلال إنتقادشكلهاأو تصرفاتها ،،قام مسلسل “جعفر العمدة “بجعل النساء مثل الجواري وعهد “العبيدوالحرملك”يتنافسن علي من سيتم إرسالها إليه حسب الجدول لتحظى به وكأن المرأة خلقت لإمتاع الرجل وتعامل كالأشياءبغير إعتبار ،، حيث يعتبر العمل من الأعمال التى تعزز ذلك السلوك العنيف في قلوب بعض الرجال.وهو ماتعززه،عده أعمال تشجع على تعدد الزوجات بلا أي اسباب وكأننا نعود لحقبة الجاهلية الأولى بدلا من التقدم في الأفكار وتعزيز القيم لأفراد المجتمع خلال الشهر الفضيل عبر وسائل الإعلام
من المفترض ان تساهم كافة المواد الإعلامية في نبذ العنف و توقف الرجال الذين يستعملون العنف في منازلهم عن ممارسة التعسف ضد المرأة وهضم حقوقها ،حيث يجب ان تبين مدى الاذى الجسماني والنفسي الذي يقع على المرأة بسبب العنف مما قد يكسب قضايا المرأة التعاطف من الرجال في المجتمع ويدفعهم لفهم عواقب العنف النفسيه والإجتماعية ولكن معظم تلك الأعمال يقدم بطريقة خاطئة، فلا تطرح حلولا لهذه الحالات مما قد يجعلها تؤثربطريقة عكسية على الأجيال .
وفقا لقومى المرأة يحاول القانون المصري حماية المرأة من بعض صور العنف التي لا تزال تمارس ضدها. حيث توجد ممارسات قانونيه تخالف الإتفاقية الدولية لمكافحة التمييز ضد المرأة.وذلك بسبب العادات والتقاليد التى فرضها المجتمع المصري كالآتى:
المادة (4) من إعلان القضاء على العنف ضد المرأة ( 1993) قامت بإعتبار ختان الإناث من صور العنف الذي يحدث في إطار الأسرة، وألزمت الدول بإدانة هذا العنف ضد المرأة، وعدم التذرع بأي عرف أو تقليد أو اعتبارات دينية للتنصل من التزاماتها بالقضاء عليه.
المادة (242) مكررلقانون رقم 126 لسنة 2008والتى اعتبرت الختان جريمة الإيذاء العمدي إذا حدث الجرح عن طريق إجراء ختان لأنثى مع مراعاة حكم المادة 61 من قانون العقوبات الخاصة بحالة الضرورة.
حيث اشترط الإيذاء العمدي ولم ينفي ويجرم “ختان الإناث بشكل عام ” ولم يصدر قانون بتجريمه حتى يردع الأهالي من ذلك الفعل..
كذلك يجب وقف العمل وإلغاء نص المادة (60) من قانون العقوبات والتي تبيح التعدي على الزوجة والإبنة تحت نطاق حق التأديب باعتباره عملًا مقرر بمقتضى الشريعة، كل تلك الممارسات او اغلبها تخفى عن الناس، لذلك يجب على الإعلام إلقاء الضوء وبكرة على تلك القضايا كما حدث في مسلسل “حضرة العمدة “لهذا العام وكما حدث رمضان 2013 خلال مسلسل القاصرات والذي عرض خطورة زواج الصغيرات ليجعل المشاهد يرفض تلك الممارسات.
كذلك رمضان2021 عرض مسلسل لعبة نيوتن مشكله الإغتصاب الزوجي والزواج بدون اوراق
وأثار ” مسلسل فاتن أمل حربي “رمضان المنصرم إجحاف قانون الاحوال الشخصي، لذلك على الدوله ومؤسسات المجتمع المدنى التعاون معا وإتخاذ تدابير تستهدف القضاء على العنف ضد النساء لإنه يزداد بالرغم من كل الجهود وذلك بسبب بعض الثغرات وبسبب الصور المضللة في الإعلام والتى تتلاعب بعقول أفراد المجتمع في طريق يختلف عن الطريق التى تسعى له الجمهورية الجديدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.