هبه ممتاز تكتب | المرأة والتغير المناخي

0

مما لايخفى على أحد أن تغير المناخ يؤثر على كل ربوع مصر ؛ ولكن بالتدقيق الشديد نجد أن الضرر ليس موزعاً بالتساوي بين كل الفئات ، فالأكثر تأثراً بالمناخ هن النساء ، خاصة مع تحملهن الأعباء اليومية والمعيشية والعامة و تشكيلهن للنسبة الأكبر من فقراء العالم واعتمادهن بشكل أكبر على الموارد الطبيعية ، ويستوي الأطفال في التأثر بالمناخ بجانب النساء ، والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى النقص في تمثيل النساء في المؤتمرات المتعلقة بالتغير المناخي ؛ مما أدى إلى تقليص قدرتهن على المساهمة في صنع القرارات المتصلة بذلك الشأن ، بجانب أن متخذي القرار لا يهتمون كثيراً بالتأثيرات الجندرية للتغير المناخي .
يبدأ تأثير التغير المناخي على النساء بعد تركها لتعليمها ودراستها من أجل المساعدة في تحمل أعباء الأسرة خلال أزمة التغير المناخي الذي من الممكن أن يتسبب في إغلاق المدارس من الأساس ، ويساهم في ذلك إنعدام أغلب القرى من كافة وسائل الحياة ومن هنا تُلقى على النساء مسئولية جلب الماء وغيرها من المرافق المعدومة لديهم.
كما يتسبب الجفاف – وهو أحد أهم مظاهر التغير المناخي – في تغيب الفتيات عن مدارسهن أثناء فنرة الدورة الشهرية ، إضافة إلى ماسبق ، يحيط خطر التغير المناخي بالطالبات في نجوع وعِزب صعيد مصر بسبب المسافة بين المدراس وأماكن إقامتهن بسبب المرور بمصارف الصرف الصحي وركوب وسائل مواصلات قد تكون متهالكة وغير صالحة للإستهلاك الآدمي والإنتهاء إلى الكثافة الشديدة للطلاب في الفصول.
وتتوالى التأثيرات تباعاً فتتعرض الكثير من الفتيات إلى مشاكل إجتماعية و إقتصادية ، مثل زواج القاصرات أو زواج الإكراه لدى الأسر المتضررة إقتصادياً للتقليل أو التخلص من الأعباء الخاصة بهن.
أما عند الحوامل وأجنتهن يتعرضوا لتأثيرات التغير المناخي في عدة أوجه ، منها: تدهور جودة الهواء، الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي، مشاكل الصحة العقلية، ولادة جنين متوفي، الولادة المبكرة وإنخفاض الوزن عند الولادة، تهديد الصحة الرئوية ونقل الملوثات إلى المشيمة مما يؤدي إلى إلتهابات يمكن أن تصيب المرأة الحامل بسكرى الحمل أو تسمم الحمل، وتعرضها للحرارة الشديدة يمكن أن سبب لها أعراض تتدرج من الدوار وحتى السكتة القلبية، كما أن الأمهات الأكثر تعرضاً لتلك المضاعفات هن مصابات الربو ، وكذلك يؤثر التغير المناخي على الأمن الغذائي للمرأة وأطفالها الذي يجتاجون إليه خاصة في فترتي الحمل والرضاعة.
وفي الجانب الخاص بالتأثيرات الإقتصادية لتغير المناخ ينتج عنه فقر في الوظائف الموسمية الذي بدوره يؤثر على النساء ومشاريعهن الصغيرة.
ولا تزال النساء يواجهن عدم المساواة في الحصول على خدمات الرعاية الصحية بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وتنظيم الأسرة والموارد الطبيعية والتعليم والغذاء والمعلومات وذلك في الأوضاع العادية ؛ مما يؤثر على حياتهن وأسرهن ومجتمعهن.
ويزدادالأمر سوءاً أثناء الكوارث المناخية ، حيث تتعرض النساء للعنف الشامل للإغتصاب والتحرش والإتجار بالبشر والاستغلال بكافة أشكاله بسبب تعطل خدمات الحماية الأساسية فهم أقل قدرة على مواجهة تأثيرات تغير المناخ.
والجدير بالذكر أن النساء هن القادرات على المحافظة على البيئة، وهن الأكثر قدرة على إنتاج وصفات وأنظمة صجية تنعكس على البيئة، فالنساء يقمن بإعادة التدوير الذي يُعد أخد أنشطة الإقصاد الأخضر مما يفتح مجالاً أوسع لفرص العمل ومصدر دخل للعديد من النساء ، ومن ضمن تلك الأنشطة في مصر برنامج المرأة الريفية من البنك الزراعي المصري وأغلب تلك المشروعات صديقة للبيئة ويمكنها أن تحسن من الظروف الإقتصادية والإجتماعية للنساء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.