هناء عبد الفتاح تكتب | متي تخرج مدام عفاف من المعادلة؟

0

أي أخبار تتعلق بالتحول الرقمي والتطوير ومفهوم الجمهورية الجديدة هي بالغ شغفي واهتمامي، وتلقائيًا أجدني أبحث في طياتها عن رؤية توضح كيف ستختفي “مدام عفاف إللي في الدور الرابع” من حياتنا. باختصار مدام عفاف من وجهة نظري هي الترهل الإداري وهي الروتين القاتل وهي كل موظف يشغل حيزًا في الهيكل الإداري للدولة ووجوده بلا لزوم، ويوصف بأنه عبء ثقيل على الناس ومصالحهم.

مدام عفاف هي الإجراءات المعقدة وهي المتعة الغريبة في تكدير صفو الناس وتدويخهم “السبع دوخات” وهي مراحل كثيرة نحلم باختصارها. وهي الإحباط الذي يلازم نفسية المواطنين، وهم يتابعون إجراءاتهم في الجهات الحكومية.
كل مرة يخرج فيها مسؤول ليحدثنا عن قرارات جديدة من شأنها التسهيل على الناس ومصالحها أكون على قناعة كاملة أن التطبيق العملي على الأرض لن يخلو من وجود “مدام عفاف”، وهي التي بدورها ستحول بين أي تسهيل ممكن وبين مصلحة المواطن.
لا يوجد عندي تفسير واضح للأسباب التي تجعل بعض موظفي الدولة يتفننون في مضايقة المواطن وهو يقضي مصالحه، وأعتقد أن البحث عن التفسير درب من دروب العبث والأولي منه انتظار وتشجيع سبل الخلاص، وأتصور أن الخلاص هو أن تُكثف الدولة جهودها في علاج الترهل الإداري لتبقي فحسب على العناصر التي تستجيب عقولها للمستقبل الرقمي وتستوعب شمولية مفهوم الجمهورية الجديدة.
الخلاص هو أن يتم اختزال مساحة وجود العنصر البشري في المعادلة لأدني مساحة فلا تحكم النفس على النفس ولا تقهر النفس النفس ولا تهدر الأوقات والطاقات في مسلسلات عبث. الخلاص هو أن تعظم الأجهزة الرقابية عيونها على المقصرين وليس فقط الفاسدين، وأن تضرب بيد من حديد علي “مدام عفاف” أينما وُجدت وأينما ولت وجهها. كلي أمل أن يختلف الوضع كثيرًا بعد انتقال الحكومة للعاصمة الإدارية الجديدة، ويوميًا أسأل عن ميعاد خروج “مدام عفاف” من المعادلة… يا مسهل يا رب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.