هيام بنيامين تكتب | الحوار المجتمعي والوعي الجماهيري
الحوار من مفهوم علم الاتصال هو العملية الاتصالية التى يتفاعل خلالها طرفا العملية (المرسل والمستَقبل) ذهنيًا ونفسيًا وسلوكيًا من خلال تبادل الحديث أو طرح تساؤلات وتقديم إجابات عليها لتحقيق أهداف محددة. ولأن الإنسان كائن اجتماعى ويعتمد فى حياته بشكل كبير على التواصل مع الآخرين، ونظرًا لأن 80% من تواصلنا يكون في صورة حوار. ولما كانت معظم المشاكل التي نواجهها في المجتمعات ناتجة عن صعوبات التواصل المنبثقة من افتقار المهارات الحوارية، من هنا تبرز أهمية الحوار.
الحوار المجتمعي عبارة عن دعوة أطراف متنوعة من المجتمع للحوار المباشر حول موضوعات ذات أولوية بالنسبة لهم ويتم التوصل لمختلف القرارات بواسطة المجتمع، مما يؤدى إلى مشاركة فعالة من مختلف الأطراف فى عملية صنع القرار، وهو أيضًا أي مفاوضة أو مشاورة من أى نوع داخل المجتمع تقوم بها كل فئاته أو بعضها من أجل صياغة قرارات تحقق مصلحة المجتمع. وهدف الحوار الاجتماعي هو الوصول إلى الحقيقة، حيث يؤدى إلى آليات اتفاق محددة بصدد قضايا معينة وبموجب هذا الاتفاق تخلق علاقات مبنية على الاحترام المتبادل مما يؤدى إلى شيوع السلام فى المجتمع.
للحوار المجتمعى أهداف كبرى ذات أثر إيجابى على الفرد والمجتمع والدولة، حيث أن مشاركة أطياف المجتمع فى الحوار المجتمعى يساهم فى طرح الرؤى وتحويلها إلى خطط تنفيذية، مما يعزز من تحمل المسئولية، وخروج المواطن من موقع المتفرج إلى موقع المشاركة، وبالتالى تنامى شعور الانتماء للوطن وكسب ود المواطنين بدلًا من تنامى الخصومات، مما يُعد مدخلًا لتعلم المسئولية الاجتماعية وإزالة الفجوة بين الفرقاء وإحباط محاولات التفرقة التى يحاول أعداء الوطن بثها.
الحوار المجتمعى يجعل من المواطن طرفًا فاعلًا في الاهتمام بالشأن العام والمشاركة الإيجابية فى متابعة السياسات العامة، ويجعل المواطن طرفًا في عملية تحسين التشريعات، هذا ويُعد الحوار المجتمعي مثالًا للديمقراطية التشاركية، والتى تشارك من خلالها الفئات المستهدفة فى صناعة التشريع مع إمكانية التعليق على نصوصه المقترحة.
من خلال الحوار يستطيع المجتمع تعظيم الجوانب الإيجابية وتقليص السلبيات فى القوانين المطروحة، ومن ثم يكفل القبول المجتمعى للقوانين، كما أن استخدام آلية الحوار المجتمعى قبل صدور التشريعات يعمل على تقارب المسافات التى قد تتواجد بين المواطنين والسلطة التشريعية، وكذلك يدعم أواصر الثقة بين المواطن والحكومة. ولذلك فإن النجاح في الحوار المجتمعي يؤدى إلى زيادة قبول الجمهور للتشريعات وزيادة فهمهم للقرارات.
* هيام بنيامين، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
أحسنت النشر
وفقكم الله وسدد خطاكم لما هو خير بوطننا اللهم احفظ مصر واهلها